قال قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، جنرال قوات مشاة البحرية الأمريكية مايكل لانجلي، إن تحديات الأمن الإقليمي في إفريقيا تستلزم أن يعمل الشركاء معًا "وبالنظر إلى قدرتنا على المشاركة مع 53 دولة لنتشارك بالأفكار وبأهداف مشتركة متمثلة بالاستقرار والأمن وتحقيق الازدهار، ويترافق ذلك مع بعض من التحديات التي نواجهها ونردع من خلالها التهديدات، ونتمكن من الاستجابة للأزمات".
وأضاف لانجلي، في إيجاز للصحفيين عبر منصة زووم، من جابورون في بوتسوانا، حيث شارك في مؤتمر رؤساء الدفاع الأفارقة للعام 2024: "تتواجد أفريكوم والحكومة الأمريكية هنا لأننا نتشارك في قيم وأهداف مشتركة تؤثر على الاستقرار والأمن والازدهار في القارة".
وتابع: "بصفتي قائد مقاتل مسؤول عن منطقة واسعة بقدر القارة الإفريقية، والتي تضم العديد من الشركاء، نحقق الأهداف المشتركة من خلال قدرة معززة مع الشركاء الأفارقة في القارة، بأساليب ذات قيادة إفريقية وتمكين أمريكي".
التنظيمات الإفريقية
أشار لانجلي إلى أن القوات الأمريكية تتعقب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي عبر "ولاية الصومال" منذ بضع سنوات. قال: "قمنا بمهمة في بداية عام 2023 ضد بلال السوداني، الذي كان يبذل جهودًا داخل التنظيم لتصدير العمليات أو التمويل على مستوى العالم. ثم تابعنا تعقب الموضوع وتقييم ما يقوم به التنظيم في الصومال".
وأكد: "نراقب تأثيرات داعش، لأنه لا يزال حاضرًا في عدد من المناطق عبر العالم وفي القارة الإفريقية".
وحول تغير التهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي مع انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية منها، أعرب قائد القيادة المركزية الأمريكية في إفريقيا عن وجهة نظره في أن منطقة الساحل قد أصبحت أقل أمانًا.
وأرجع لانجلي ذلك إلى تزايد عدد أفراد عدة فصائل أو منظمات إرهابية عنيفة، سواء جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" أو "تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية الساحل" أو تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية غرب إفريقيا"، أو جماعة "بوكو حرام"؛ وأن تزايد العدد عبر المنطقة بات على وشك التأثير على غرب إفريقيا الساحلية.
واستدرك: "ولكننا ننوي المشاركة مع هذه الدول في المستقبل وتحديد احتياجاتها ودفعها إلى قيادة حل دائم، وسيتم في معظم الحالات اعتماد مقاربة من الحكومة ككل من طرف هذه الدول أيضًا".
القواعد الإفريقية
أكد لانجلي أنه رغم انسحاب القوات الأمريكية من النيجر وبنين وغانا وساحل العاج، فإن الولايات المتحدة ما زالت تركز بشكل كبير على التهديد الإرهابي المتزايد في غرب إفريقيا بشكل عام "هذه تهديدات مشتركة لنا ولشركائنا الأفارقة، وبقدر ما يتعلق به الأمر بحماية وطننا الأمريكي وبلدان شركائنا الأفارقة ضد هذا التهديد المشترك، نعلم أيضًا أننا نضمن أننا نستمع ونتعلم ونتفهم ما يحتاجون إليه عندما نبني الشراكات والقدرات".
وقال: لدينا في السنوات الماضية قانون الهشاشة العالمية. ومن هنا ظهرت استراتيجية منع الصراعات وتعزيز الاستقرار. ونحن نعمل بالتعاون مع شركائنا الأفارقة لضمان قدرتنا على تنفيذ ذلك في كافة المجالات ليكون فعالًا وبمثابة الحل الدائم للإرهاب.
وردًا على مزاعم "عسكرة زامبيا"، ونقل "أفريكوم" من "شتوتجارت" في ألمانيا بدون الحصول على إذن صريح من المشرعين الإلزاميين أو مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية أو الاتحاد الإفريقي؛ أكد لانجلي أنه "ليس لدينا أي قواعد في زامبيا ولا ننوي إنشاء واحدة هناك. لدينا شراكة عميقة مع زامبيا، ولكن لا قواعد لنا هناك. لقد قمنا بزيادة التعاون الأمني معهم، ولكن ما من قاعدة".
وكرر: "نعمل من خلال مكتب التعاون الأمني لدينا، والمتواجد في السفارة، ولكن ليس لدينا قاعدة ولا ننوي إنشاء قاعدة. فقط تجمعنا شراكة عميقة جدًا وقوية مع أصدقائنا الزامبيين وهياكلنا الأمنية".
التأثير الروسي
حسب تعبيره، قال الجنرال لانجلي إن مؤتمر رؤساء الدفاع الأفارقة "قدم هذا العام ثروة من المعلومات القيمة ووجهات النظر".
وأضاف: "كان التعامل مع العديد من قادة الدفاع مفيدًا جدًا، وسيعزز مبادراتنا الأمنية الجماعية بشكل كبير. كان التأثير الروسي والصيني في القارة الإفريقية أحد التحديات التي تم تسليط الضوء عليها طيلة المؤتمر، وأعني بذلك حملات التضليل والمعلومات الخاطئة وتأثير تلك الحملات من الاتحاد الروسي على البلدان الأفريقية".
وأكد: "لم يكن ذلك تقييم "أفريكوم" أو تقييم الحكومة الأمريكية، بل التقييم في مختلف أنحاء القارة الإفريقية، من جنوبها إلى شمالها وشرقها وغربها، في كل منطقة. وتم التطرق إلى تأثير عدم الاستقرار وحملات التضليل على بلدانهم. كان ذلك متسقًا إلى حد ما، سواء كنا نتحدث عن عدم الاستقرار عبر منطقة الساحل وصولًا إلى جنوب إفريقيا، وبدأت أرى بالفعل تقارير إخبارية أخرى عبر وسائل الإعلام تتحدث عن هذه المسألة، وعن تواصلها بسبب الاتحاد الروسي".
وتابع لانجلي: "إذا تحدثت هذه الدول عن هذه المسألة وناقشتها، وتطرقت إلى ضرورة تواجد التكيف في مجال المعلومات ومختلف أقسامه حتى تتمكن من الصمود في مواجهة المعلومات الخاطئة وحملات التضليل بحملاتها الإعلامية الفعالة التي تنشر الحقيقة إلى مجتمعها المدني وعبر حكومتها بأكملها، فسوف تتمكن من المقاومة أو الصمود ضد بعض هذه الأنشطة غير المشروعة في الفضاء المعلوماتي والتي ينشرها الاتحاد الروسي".