أثار رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، غضب أهالي المحتجزين الإسرائيليين، ومخاوف حركة حماس الفلسطينية من الخدعة التي كشفتها تصريحاته حول انتهاء صفقة وقف إطلاق النار في مرحلتها الأولى واستئناف الحرب بعدها.
الخدعة الإسرائيلية
وقال "نتنياهو" الليلة الماضية إنه مستعد للتوصل إلى "اتفاق جزئي مع حماس يعيد بعض المختطفين"، في حين أن الاقتراح الإسرائيلي المطروح على الطاولة يهدف إلى إعادتهم جميعًا.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن نتنياهو كشف ربما عن طريق المصادفة عن "الخدعة الإسرائيلية" التي كانت حماس تخشاها، وهي صفقة تم التخطيط لها على ثلاث مراحل، يتعين على الجيش الإسرائيلي بموجبها الانسحاب من القطاع في المرحلة الثانية.
وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل عرضت التفاوض على تفاصيل الانسحاب ووقف الأعمال العدائية خلال تبادل الأسرى في المرحلة (أ) من الصفقة في المرحلة الثانية، وإطلاق سراح الجنود المختطفين وغيرهم من الشباب، مع إطلاق سراح الجزء الأكبر من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وبعد ذلك، في المرحلة الثالثة سيتم إطلاق سراح الجثامين.
صفقة جزئية
وطالبت حماس، من جانبها، بضمانات بأن إسرائيل ستنتقل بالفعل إلى المرحلة الثانية، التي تشمل وقف الأعمال العدائية، فيما قالت مصادر مطلعة على التفاصيل "إن إسرائيل حاولت الحفاظ على الغموض المتعمد، الأمر الذي سيسمح في الواقع باستمرار الأعمال العدائية"، وفق الصحيفة العبرية.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت"، أنه عندما تحدث نتنياهو عن صفقة جزئية فقط، تستمر في نهايتها الحرب، فقد أكد في الواقع مخاوف حماس، وعلى الأقل في الوقت الحالي، كان يلمّح فقط إلى إمكانية التوصل إلى المرحلة الأولى.
زلة لسان
وأصيب أعضاء فريق المفاوضات الإسرائيليين ومسؤولو إدارة بايدن بالذهول من تصريحات نتنياهو، وحاولوا فهم سبب إدلائه بها، حسبما صرّح مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون لموقع "أكسيوس".
وقال مسؤول إسرائيلي: "إن تصريحات نتنياهو تسببت في أضرار جسيمة للجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لأنها بعثت برسالة إلى حماس مفادها أن إسرائيل لا تنوي تنفيذ كل الاتفاق".
وأوضح أحد مساعدي نتنياهو،للموقع الأمريكي: "إن تصريحات رئيس الوزراء كانت زلة لسان ونتنياهو اعترف الليلة الماضية بأن التوضيح كان في محله"، فيما قال عضو كبير في فريق المفاوضات الإسرائيلي "إنه بعد تصريحات نتنياهو في الكنيست، أرسلت إسرائيل رسائل إلى حماس عبر وسطاء أكدت فيها التزامها باقتراح صفقة المحتجزين".
ضد قرار مجلس الحرب
وفي جلسة لجنة الخارجية والأمن، أشار عضو الكنيست الإسرائيلي "جادي آيزنكوت" إلى تصريح نتنياهو نفسه وشرح بالتفصيل البديلين اللذين تمت مناقشتهما في حكومة الحرب التي كان عضوًا فيها قبل أسبوعين الصفقة الشاملة في ثلاث خطوات، وأوضح أن مجلس الوزراء صوّت بالإجماع على ذلك، وبالتالي فإن تصريح نتنياهو حول الصفقة الجزئية ضد قرار مجلس الحرب.
وحرص البيت الأبيض على القول إن الاقتراح الإسرائيلي الذي يبدو أن نتنياهو وقّع عليه أيضًا، يتضمن بالفعل وقفًا كاملًا لإطلاق النار، وفي إسرائيل قالوا أمس إنه حتى الليلة الماضية، يمكن إلقاء اللوم على حماس وحدها في عدم انطلاق الصفقة، لكن بكلماته أمس، قدّم نتنياهو "مكافأة" لحماس وفرصة ذهبية للادعاء بأنه وإسرائيل هما من يمنعان الصفقة، وفق الصحيفة العبرية.
تضييع وقت
وقال عزت الرشق المسؤول الكبير في حماس اليوم: "إن موقف نتنياهو الحقيقي ليس التوصل إلى اتفاق، بل التهرب من أجل تضييع الوقت ومواصلة حرب الإبادة، ليتبين للعالم أن نتنياهو هو من يرفض ويعطل ما جاء في خطاب بايدن وفي قرار المجلس الأمني الأخير، الآن على إدارة بايدن أن ترفع حجاب الصمت وتضغط على نتنياهو وحكومته لوقف حرب الإبادة".