فوق أنقاض منزلها الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، تحاول عائلة البلوي في شمال قطاع غزة تجهيز مسكن مؤقت من البطانيات لعله يقيها حرارة الصيف الحارقة، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
وتكافح العائلة الموجودة في مخيم جباليا للاجئين منذ ما يقارب تسعة أشهر من أجل توفير الطعام والشراب والدواء، حالها حال كثيرين يعانون ويلات الحرب على قطاع غزة التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويعاني سكان شمال قطاع غزة نقصًا حادًا في إمدادات الغذاء والماء ما يجبر الأمهات اليائسات مثل "أم سراج البلوي" على الكفاح من أجل بقائها وأطفالها على قيد الحياة.
لا خضراوات ولا فاكهة
أم سراج (33 عامًا).. تقول: "لا خضراوات ولا فاكهة، ولا حتى فيتامينات للجسم، إذا مرض الشخص يبقى في السرير أسبوعين أو ثلاثة".
وتضيف الأم: "يجب أن تتوقف هذه الحرب، هي بالأساس حرب تهجير، الناس يهاجرون من بيت إلى بيت ومن خيمة إلى خيمة ومن مدرسة إلى مدرسة".. متساءلة: "إلى متى سيبقى الحال هكذا؟.. هذه حرب تهجير، إبادة".
يأس سكان غزة
ويزداد يأس سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مع احتدام القتال وغياب أي أفق لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع صعوبة بالغة في إيصال المساعدات.
وشنت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر حملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى استشهاد ما لا يقلّ 37.598 شخصًا في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأمس السبت، قُتل ما لا يقل عن 24 شخصًا في ضربات جوية إسرائيلية على مدينة غزة، طالت مجمعات سكنية في حي التفاح ومخيم الشاطئ تحولت لأنقاض، في حين قال جيش الاحتلال إنه استهدف موقعين للبنية التحتية العسكرية لحماس.
لا ألعاب
يحاول أفراد عائلة البلوي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وسائد وبطانيات وحتى طعام من بين أنقاض منزلهم.
ويقول أبو سراج: "قبل الحرب كنا نعيش في وضع بالغ الصعوبة، وعندما اندلعت الحرب ازداد الوضع سوءا.. هناك جوع وقلة طعام وشراب، قلة غذاء، لا خضراوات ولا فاكهة ليأكلها الأولاد".
خلال حديثه، يعثر على وسادة ملونة يناولها لزوجته التي تحاول نفض الأتربة والغبار عنها.
وفي موقع آخر من المنزل المدمر يعثر على دُمية دب حمراء لابنه الصغير كانت بين الأنقاض.
يسير الأب مع طفله في شارع مدمر قبل أن يصل إلى موقع صهريج المياه، ثم يعودان إلى خيمتهما ليتقاسما شيئًا من الخبز والفاصولياء المسكوبة في صحنين.
ويشير الأب إلى الأمراض التي انتشرت بين النازحين.
أما الابن سراج (9 سنوات) فتركت أهوال الحرب أثرًا على ملامحه رغم صغر سنه، ويشكو "لا نستطيع العثور على الملابس، لا نستطيع التمييز بين ملابسنا وملابس الجيران"، ويضيف "لا ألعاب".