الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بينها مخاطر عقلية.. التعرض للحرارة أثناء الحمل يهدد الصحة مدى الحياة

  • مشاركة :
post-title
التعرض للحرارة أثناء الحمل

القاهرة الإخبارية - وكالات

بات ارتفاع درجات الحرارة بفضل التغيرات المناخية واحدًا من أكبر تهديدات الصحة العامة التي تواجهها البشرية على الإطلاق، إذ يشكل الاحتباس الحراري العالمي جزءًا من هذا التهديد، خاصة لدى الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال.

ووفق موقع "ميديكال إكسبريس" المعني بالصحة العامة، حذر علماء من أن التعرض للحرارة يزيد من خطر الولادة المبكرة والإملاص (ولادة جنين ميت)، ويستمر بحث جديد في الكشف عن الروابط المقلقة للنتائج السيئة للأمهات وأطفالهن.

وتعد التشوهات الخلقية وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وانخفاض الوزن عند الولادة بعضًا من مخاطر ارتفاع الحرارة.

كما يعد أحد المجالات التي لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام هو التأثير طويل المدى الذي قد يحدثه التعرض للحرارة أثناء الحمل على الطفل، وللوقوف على حقيقة الأمر، أجرى باحثون مراجعة منهجية لجميع الأبحاث الموجودة حول آثار التعرض للحرارة أثناء الحمل على الصحة والعواقب الاجتماعية والاقتصادية في وقت لاحق من الحياة، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تعرضوا للحرارة المفرطة قبل ولادتهم عانوا من آثار مزعجة مدى الحياة.

آثار طويلة المدى

وجدت المراجعة أن غالبية الدراسات تربط بين الآثار الضارة طويلة المدى وزيادة التعرض للحرارة أثناء الحمل، وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثون ارتباطات مع الأداء التعليمي الأسوأ وانخفاض الدخل في وقت لاحق من الحياة.

على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، انخفض الدخل السنوي عند سن الثلاثين بمقدار 56 دولارًا (عام 2008) عن كل يوم إضافي مع درجات حرارة أعلى من 32 درجة مئوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حمل الأم.

وعثرت النتائج أيضًا على آثار صحية ضارة تشمل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الربو والالتهاب الرئوي لدى الأطفال.

وتشير التقديرات إلى أن مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال تزيد بنسبة 85% لكل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية خلال فترة الحمل.

تأثير الحرارة في إفريقيا والولايات المتحدة

وفي إفريقيا، ارتفع خطر سوء التغذية لدى الأطفال مع زيادة التعرض للحرارة أثناء الحمل، وفي الولايات المتحدة، وجدت إحدى الدراسات ارتباطًا بزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

وأظهرت العديد من الدراسات أيضًا وجود روابط للأمراض العقلية، بما في ذلك زيادة خطر اضطرابات الأكل والفصام.

وفي الواقع، أظهرت الأبحاث السابقة أن الشهر الذي يولد فيه الطفل يرتبط منذ فترة طويلة بخطر الإصابة بالأمراض العقلية. وتشير الأبحاث إلى أن التعرض للحرارة قد يكون أحد الأسباب وراء ذلك.

ويبدو أن هذه التأثيرات تبلغ ذروتها في ارتباطها بانخفاض متوسط العمر المتوقع، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا للحرارة المتزايدة أثناء وجودهم في الرحم يموتون في سن أصغر.

ووجدوا أيضًا أن التأثيرات بدت أسوأ بالنسبة للأجنة الإناث في الدراسات التي استكشفت نقاط الضعف لدى المجموعات الفرعية.

وأشار الباحثون إلى أن تأثيرات الحرارة أثناء الحمل على الطفل الذي لم يولد بعد من المحتمل أن تحدث من خلال مسارات متعددة، تتضمن:

- تدهور صحة الأم من خلال أمراض مثل تسمم الحمل والسكري.

- التأثير بشكل مباشر في نمو الطفل، وخاصة الجهاز العصبي (الحرارة يمكن أن تسبب تشوهات خلقية).

- زيادة خطر الولادة المبكرة ومشكلات أخرى في وقت الولادة.

- تغيير الحمض النووي للجنين بشكل مباشر: من المحتمل أن يحدث هذا من خلال التغيرات في التوقيع اللاجيني، وهي آلية تطورية تسمح لنا بالتكيف بسرعة مع بيئتنا عن طريق تشغيل الجينات وإيقافها.

وأشارت إحدى الدراسات إلى تقصير التيلوميرات لدى الجنين، وهي الساعة البيولوجية في حمضنا النووي المرتبطة بعمرنا المحدود.

ولاتزال هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال واستكشاف كيفية وسبب حدوث هذه التأثيرات.