الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تغيرات المناخ تعرقل التنبؤات.. موجة ثانية من الفيضانات المدمرة تعصف ببنجلاديش

  • مشاركة :
post-title
فيضانات في بنجلاديش

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

أدت موجة جديدة من الفيضانات واسعة النطاق إلى تقطع السبل بنحو 1.8 مليون شخص في شمال شرقي بنجلاديش، بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة التي غمرت المنازل ودمرت الأراضي الزراعية.

وجاءت أحدث موجة من الأمطار الغزيرة والفيضانات في الوقت الذي كانت فيه المنطقة بالكاد تتعافى من الفيضانات واسعة النطاق التي حدثت في أواخر مايو، في أعقاب الإعصار الاستوائي ريمال، الذي ضرب بنجلاديش وجنوب الهند وأثر على نحو 5 ملايين شخص.

مليونا متضرر

وشوهد القرويون في المناطق المنخفضة الأكثر تضررًا في سيلهيت، وهم يخوضون في المياه العميقة، ويكدسون ممتلكاتهم في أكوام لحمايتها من المياه.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن هناك قلقًا بشأن المحاصرين بسبب مياه الفيضانات، والذين يواجهون الآن نقصًا في الغذاء والمياه النظيفة.

وذكرت وكالة بنجلاديش سانجباد سانجستا الحكومية إن نحو 964 ألف شخص في سيلهيت و792 ألفًا في سونامجانج تضرروا من الفيضانات، وقالت السلطات إنها أقامت أكثر من 6 آلاف مأوى لمساعدة النازحين.

وبينما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن من بين ضحايا الفيضانات 772 ألف طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة، ذكرت أن أكثر من 800 مدرسة غمرتها المياه واستخدمت 500 مدرسة أخرى ملاجئ للفيضانات.

وقالت منظمة التنمية الدولية(BRAC) إنها تساعد في تقديم الدعم الغذائي والصحي الطارئ لمئات الأسر في سيلهيت وسونامجانج، مضيفة أن نحو 2.25 مليون شخص تضرروا من الفيضانات المفاجئة، التي تركت 12 ألف شخص في المنطقة بدون كهرباء.

وقال خوندوكر غلام توحيد، رئيس برنامج إدارة مخاطر الكوارث التابع لمنظمة التنمية الدولية (BRAC)، إن "الفيضانات في البلاد أصبحت أكثر خطورة مع خسائر فادحة في سبل العيش والتنوع البيولوجي والبنية التحتية وتعليق التعليم وتوقف الخدمات الصحية"، وفقًا لـ"CNN"

وتابع: "اعتادت بنجلاديش على الفيضانات، لكن تغير المناخ يجعلها أكثر شدة وأقل قابلية للتنبؤ بها، مما يجعل من المستحيل على الأسر البقاء في أمان".

وتتعرض بنجلاديش للأمطار الموسمية والفيضانات والأعاصير، وتظهر الدراسات أن الدولة الواقعة في جنوب آسيا هي واحدة من أكثر دول العالم عرضة لتأثيرات أزمة المناخ التي يسببها الإنسان.

ومع تزايد تواتر الظواهر الجوية المتطرفة وحدتها نتيجة لأزمة المناخ، فإن الآثار الإنسانية والاقتصادية على بنجلاديش ستستمر في التدهور.

خسائر اقتصادية فادحة

واجه مزارعو الأسماك خسائر كبيرة، إذ جرفت مياه الفيضانات آلاف المزارع والبرك، وأفادت وسائل الإعلام المحلية أن الخسائر الاقتصادية تجاوزت 11.4 مليون دولار.

وبحلول عام 2050، قد يصبح 13 مليون شخص في بنجلاديش مهاجرين بسبب المناخ، وقد تتسبب الفيضانات الشديدة في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 9%، وفقًا للبنك الدولي.

وبالتبعية، أثرت الأمطار الموسمية والانهيارات الأرضية على جنوب بنجلاديش، حيث يعيش نحو مليون شخص من مجتمع الروهينجا المسلم في أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، بعد أن فروا من الاضطهاد والعنف في ميانمار المجاورة.

وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن نحو 8000 شخص في 33 مخيمًا تأثروا بالأمطار الغزيرة، التي دمرت أو ألحقت أضرارًا بأكثر من 1000 مأوى.

وأشارت المجموعة الإنسانية إلى أن موسم الرياح الموسمية في بنجلاديش قد بدأ للتو وسيستمر للشهرين المقبلين، مع احتمال هطول المزيد من الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية والفيضانات.

تحسن نسبي

ذكرت وسائل إعلام محلية أن بعض الإغاثة الفورية تلوح في الأفق في شمال شرق البلاد، حيث بدأت الأمطار تنحسر، وهناك دلائل على أن مياه الفيضانات بدأت في الانحسار.

وقال مجلس تنمية المياه في بنجلاديش، أمس السبت، إن منسوب المياه في الأنهار الرئيسية في شمال شرق البلاد آخذ في الانخفاض، وقد يستمر هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة إذا توقف هطول المزيد من الأمطار.

وأضاف أن "التحسن العام في وضع الفيضانات في مختلف المناطق المنخفضة في مناطق الجزء الشمالي الشرقي من البلاد قد يستمر خلال الـ72 ساعة القادمة".