بعد نحو تسعة أشهر من العدوان الي استخدم كل الإمكانات الحربية والدولية، اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاجاري بأن هدف الحرب في قطاع غزة المتمثل في القضاء على حركة حماس كفكرة يبدو بعيد المنال، ما يسلط الضوء بشكل أكبر على التوترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين العسكريين بشأن تعامله مع الحرب على غزة.
وقال "هاجاري"، في مقابلة مع "القناة 13" العبرية: "حماس فكرة، ولا يمكننا القضاء على فكرة"، مضيفًا: "القول إننا سنجعل حماس تختفي هو بمثابة ذر للرماد في عيون الناس، إذا لم نجد بديلًا لها فحماس ستبقى".
رفض نتنياهو
وعلى الفور، قوبلت تصريحات "هاجاري" بالرفض من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أعلنت حكومته أن هجومها على قطاع غزة لن يتوقف حتى القضاء على حماس.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان: "حدد المجلس الوزاري والأمني برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو أحد أهداف الحرب بتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، والجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك".
حماس أيديولوجية
وفي بيان منفصل نشره على قناته في تليجرام، أوضح جيش الاحتلال "أنه ملتزم بأهداف الحرب المعلنة للحكومة، بما في ذلك تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية"، مضيفًا أن "هاجاري" تحدث في المقابلة عن "القضاء على حماس كأيديولوجية وفكرة، وأن أي ادعاء بخلاف ذلك هو إخراج التصريحات من سياقها"، وفق "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
وحثّ وزير الدفاع في دولة الاحتلال يوآف جالانت، نتنياهو على المضي قدمًا في خطط حكم ما بعد الحرب على غزة،
وفي مايو، حذر "جالانت" من أن الفشل في إيجاد بديل لحماس سيقوض الإنجازات العسكرية الإسرائيلية، إذ ستتمكن الحركة من إعادة تنظيم صفوفها وإعادة تأكيد سيطرتها على القطاع.
خلافات مع "نتنياهو"
ودعا جالانت "نتنياهو" إلى استبعاد الحكم العسكري والمدني الإسرائيلي في غزة بعد حرب 7 أكتوبر، كما يدعو بعض أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي.
وذكرت تقارير تلفزيونية أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، اختلفا مؤخرا مع نتنياهو بشأن التخطيط الاستراتيجي، في حين استقال زعيم الوحدة الوطنية بيني جانتس الأسبوع الماضي من حكومة الطوارئ، بعد أن رفض نتنياهو تقديم خطة ما بعد الحرب..
وكانت هناك علامات أخرى على وجود احتكاك بين الجيش ونتنياهو في الآونة الأخيرة، بما في ذلك ما يتعلق بـ"التوقف التكتيكي" للقتال على طول طريق في جنوب غزة انتقده نتنياهو، في حين قال جيش الاحتلال إن الخطوة تتماشى مع تعليماته لزيادة حجم المساعدات دخول القطاع.
قرارات غير مقبولة
وأكد نتنياهو خلال جلسة الحكومة، الأحد: "من أجل تحقيق هدف تدمير قدرات حماس، كان عليّ أن أتخذ قرارات لم تكن مقبولة دائمًا من قبل القيادة العسكرية"، كما انتقد الجيش الإسرائيلي قائلًا: "لدينا دولة مع جيش، وليس جيشًا مع دولة".
كما هاجم يائير، الابن الأكبر لنتنياهو، في الأيام الأخيرة قادة الجيش بشكل متزايد، وألقى باللوم عليهم في هجوم 7 أكتوبر التي رفض نتنياهو مرارًا وتكرارًا تحمل المسؤولية عنها، على عكس بقية ضباط الجيش في ذلك اليوم.
اعتراف بفشل الاحتلال
وعلق عزي حامد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال، وقال في حديث نقلته وسائل الإعلام، إن "تصريحات هاجاري هي اعتراف وشهادة على فشل الاحتلال في الحرب على غزة".
وأضاف: "لن تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس حتى باستخدام مئات الأطنان من المتفجرات، والخلاف بين قادة الاحتلال واضح، ونتنياهو متغطرس رغم علمه بأن الحرب أصبحت عبثية".
وقال أيضًا: "الاحتلال لم يحقق أيًا من أهداف حربه في غزة، ونتنياهو يصر لأن مستقبله السياسي مرهون بالحرب، ومفاوضات التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عالقة، والاحتلال في حيرة من أمره.. ولا يمكن إيجاد بديل لحماس في غزة وقد وصل إلى طريق مسدود”.