رغم مرور أشهر قليلة على انضمامها لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، تلعب السويد دورًا مهمًا واستراتيجيًا للحلف، في ظل خوف أعضائه من تسلل موسكو إلى بحر البلطيق؛ ما يمثل تهديدًا كبيرًا على دول الناتو، في خضم الحرب الروسية الأوكرانية التي تجاوزت عامها الثاني، حيث تسمح "ستوكهولم" بوجود القوات الأمريكية على أراضيها، بحسب مجلة "دير شبيجل".
ووافق البرلمان السويدي على اتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبموجب هذه الاتفاقية يتم السماح للقوات الأمريكية باستخدام 17 منشأة عسكرية في السويد، وتشمل هذه المنشآت المطارات العسكرية والقواعد البحرية، بالإضافة إلى مواقع القوات البرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، حيث يُسمح للولايات المتحدة بنشر أفراد ومعدات عسكرية وإجراء التدريبات.
وبدوره قال بال جونسون، وزير الدفاع السويدي، إن "الاتفاقية تخلق ظروفًا أفضل بكثير للحصول على الدعم من الولايات المتحدة في حالة حدوث أزمة أو حرب، ومن شأنها أن تسهم في الاستقرار في جميع أنحاء شمال أوروبا".
وعن نشر الأسلحة النووية، واجهت الاتفاقية انتقادات، على أنها لا تحتوي على أي إشارة تتعلق بنشر الأسلحة النووية، إلا أن الحكومة السويدية أشارت إلى موقف بلادها المتمثل في عدم السماح بوجود أسلحة نووية على الأراضي السويدية في وقت السلم.
أصبحت السويد عضوًا في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في السابع من مارس الماضي، بعد جمود دام عامين تقريبًا، بعد أن تقدمت الدولة الإسكندنافية بطلب العضوية في مايو 2022، قبل أن تعطل تركيا والمجر، عملية الانضمام لأكثر من عام.
وبعد انضمام السويد سوف تتمتع دول البلطيق وبولندا بحماية أفضل كثيرًا، ومن الممكن نقل التعزيزات والموارد بسرعة أكبر في منطقة بحر البلطيق في المستقبل، وسيكون من الصعب على روسيا عزل هذا الجزء من بحر البلطيق.
وتعد الغواصات السويدية ذات استراتيجية عسكرية مهمة، إذ ستصبح جزءًا من قوات حلف شمال الأطلسي، وتملك ستوكهولم أسطول غواصات عالي المستوى يمكنه المناورة في المياه الضيقة.
ويقول جاكوب ويستبيرج، الأستاذ في جامعة الدفاع السويدية بستوكهولم: "نحن نعرف منطقة بحر البلطيق من الداخل والخارج، من خلال خمس غواصات حديثة، خاصة في حال الحرب ضد روسيا".
ولا يستفيد حلف شمال الأطلسي من الغواصات السويدية والقوات البحرية والجوية القوية فحسب، ولكن تعتبر السويد أيضًا جزءًا مهمًا، فحسب الباحث العسكري "ويستبيرج" فإن التخطيط الدفاعي الإقليمي لحلف شمال الأطلسي سيكون أسهل كثيرًا، إذا تمكن من أخذ الموارد والأراضي السويدية في الاعتبار بشكل كامل.
ومع إعلان موسكو قبل نحو شهر، رغبتها في إعادة تحديد الخطوط الحدودية في أجزاء مختلفة من بحر البلطيق، والتي يطلق عليها "بحيرة الناتو"، أثار مشروع قانون من الحكومة الروسية قلق ليتوانيا وفنلندا، إلى جانب مخاوف دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مشروع قرار بشأن تحديد الإحداثيات الجغرافية، ويتوخى هذا توسيع المناطق البحرية الروسية إلى مياه دول الناتو والاتحاد الأوروبي الأعضاء في ليتوانيا وفنلندا.
ويعتقد القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية، أن بوتين يسعى للسيطرة على بحر البلطيق، وتراقب السويد العضو الجديد في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بحر البلطيق، مؤكدًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد احتلال جزيرة جوتلاند السويدية من أجل تهديد دول البلطيق بأكملها.
وقال قائد الجيش: "كانت هناك أوقات قمنا فيها بتخفيض وجودنا العسكري في جوتلاند إلى حد أنه لم يكن لدينا سوى قوة حرس داخلية متطوعة هناك، ولقد انتهت هذه الأوقات السلمية".