بعدما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ"حل حكومة الحرب"، سيعتمد على مجموعة غير رسمية مكونة من عدد قليل من أقرب مستشاريه في اتخاذ قرارات مهمة بشأن الحرب على غزة، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن محللين.
وأكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس الاثنين "حل حكومة الحرب" التي تشكلت في أعقاب هجوم الفصائل على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الاثنين، أن نتنياهو أعلن حل هذا المجلس المصغر خلال اجتماع الحكومة الأمنية، أمس الأول الأحد.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، هذا القرار، مشيرًا إلى أن الحكومة الأمنية ستتخذ "القرارات المتعلقة بالحرب".
وقال "مينسر" خلال مؤتمر صحفي، إن "حكومة الحرب كانت شرطًا مسبقًا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومع مغادرة جانتس من الحكومة، لم تعد الحكومة ضرورية، وستتولى مهامها الحكومة الأمنية".
كانت حكومة الحرب تضم الرئيسين السابقين للأركان العسكرية، بيني جانتس وجادي آيزنكوت، قبل استقالتهما، الأسبوع الماضي، حيث أعلن جانتس استقالته من حكومة الحرب، بعد ثلاثة أسابيع من منحه نتنياهو "مهلة من أجل التوصل إلى استراتيجية واضحة لما بعد الحرب في غزة". واستقال أيضًا آيزنكوت تاركًا حكومة الحرب بثلاثة أعضاء فقط.
كانت حكومة الحرب في إسرائيل، تضم 5 أعضاء هم: "نتنياهو، وجانتس، وآيزنكوت، ووزير الدفاع يوآف جالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر"، وتتخذ جميع القرارات الرئيسية بشأن الحرب على غزة، وبعد استقالة جانتس وآيزنكوت، تشمل "المجموعة المقربة" من نتنياهو عدة شخصيات وهي كالتالي:
يوآف جالانت
كان جالانت، وزير الدفاع والجنرال السابق، عضوًا في حكومة الحرب، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، لكنه انفصل في بعض الأحيان عن رئيس الوزراء.
وفي العام الماضي، وسط احتجاجات حاشدة ضد خطة الحكومة لإصلاح السلطة القضائية، قال جالانت إن الخطة تهدد الأمن القومي، حيث تعهد العديد من جنود الاحتياط برفض الخدمة إذا أصبحت الخطة قانونًا.
وبعد ذلك طرده نتنياهو من الحكومة، ثم أعاده إلى منصبه بعد أسبوعين. وفي هذا العام، دفع جالانت باتجاه خطة محددة لحكم غزة بعد الحرب، وهو أمر قاوم رئيس الوزراء الإسرائيلي القيام به.
رون ديرمر
هو أحد أقرب مستشاري نتنياهو، وشغل منصب سفير إسرائيل السابق في واشنطن وكان عضوًا "مراقبًا" غير مصوت في حكومة الحرب. ويشغل حاليًا منصب وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل، وعمل على محاولات إسرائيل كبح البرنامج النووي الإيراني.
تساحي هنجبي
هنجبي هو مستشار الأمن القومي لنتنياهو، وذكرت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه من المحتمل أن يكون جزءًا من مجموعة محدودة من المسؤولين الذين يتخذون قرارات حساسة بشأن الحرب. وفي الشهر الماضي، قال هنجبي إنه يتوقع أن تستمر العمليات العسكرية في غزة حتى نهاية العام على الأقل.
أرييه درعي
قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن درعي، زعيم حزب "السفارديم" الأرثوذكسي المتطرف والحليف الوثيق لرئيس الوزراء، سيكون جزءًا من تلك المجموعة المحدودة.
ودرعي شخصية "مثيرة للجدل"، وفي العام الماضي، قبل أشهر من بدء الحرب، قضت المحكمة العليا في إسرائيل بأنه غير لائق للعمل كوزير كبير في حكومة نتنياهو لأنه أدين بالاحتيال الضريبي.
استبعاد "بن جفير" و"سموتريتش"
أما الوزيران المتطرفان في حكومة نتنياهو، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، فلن يكونا جزءًا من المجموعة الأصغر التي تقدم المشورة لنتنياهو.
وقد طالب بن جفير، نتنياهو بضمه إلى حكومة الحرب، في أعقاب استقالة جانتس وآيزنكوت، وقال المحللون إن نتنياهو قام بحل "حكومة الحرب" جزئيًا لمنع حدوث ذلك.
ومع ذلك، يظل كل من بن جفير وسموتريتش، جزءًا من مجلس الوزراء الأمني الأوسع الذي يتخذ بعض القرارات بشأن الحرب.
ومع ذلك، ترى وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، أن حل حكومة الحرب لن يؤدي إلا إلى إبعاد نتنياهو، عن السياسيين الوسطيين الأكثر انفتاحًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وستجعله يعتمد الآن على أعضاء حكومته الأمنية، الذين يعارض بعضهم اتفاقات وقف إطلاق النار، وأعربوا عن دعمهم لإعادة احتلال غزة.
وأشارت الوكالة إلى أن إقدام نتنياهو على حل حكومة الحرب يمكن أن تساعد في إبقاء بن جفير بعيدًا، لكنها لا تستطيع تهميشه تمامًا. كما تمنح هذه الخطوة، نتنياهو مهلة لإطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة، خاصة وأن المعارضين يتهموه بالتأخير لأن إنهاء الحرب سيعني إجراء تحقيق في إخفاقات الحكومة في التصدي لهجمات 7 أكتوبر، ويزيد من احتمال إجراء انتخابات جديدة وسط انخفاض وتراجع شعبية رئيس حكومة الاحتلال.