بعد مقتل 8 جنود إسرائيليين بغزة.. مدرعة "النمر" في مرمى هجوم إعلام الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
المدرعة نمر الإسرائيلية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

سلطت وسائل إعلام إسرائيلية، الضوء على نقاط ضعف مدرعة "النمر"، بعد مقتل 8 من جنود الاحتلال كانوا يستقلونها حين تعرضت لانفجار في تل السلطان بغزة، في أكبر خسارة بشرية لجيش الاحتلال، منذ بدء العدوان على القطاع، 7 أكتوبر الماضي.

وأمس السبت، لقى 8 جنود في جيش الاحتلال حتفهم في جنوب قطاع غزة، جميعهم من سلاح الهندسة القتالي الإسرائيلي كانوا على متن ناقلة مدرعة تعرضت لانفجار. 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن المدرعة التي تعرضت لانفجار من نوع "النمر"، بينما أرجع جيش الاحتلال سبب الحادث إلى انفجار مواد كانوا يحملونها معهم، وذكر جيش الاحتلال أنه يحقق في الحادث الذي وقع بمنطقة تل السلطان غرب رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة.

من جانبها، قالت كتائب القسام، إن المدرعة علقت داخل حقل ألغام مُعد سلفًا، ما أدى إلى الانفجار، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن مدرعة "النمر" شهدت 3 حوادث انفجار خلال الحرب على غزة.

ووفق الصحيفة، فإن كل مركبة تحمل متفجرات أصبحت "فخًا للموت"، مشيرة إلى أن حادثتين قبل انفجار، أمس السبت، وقعتا بذات المدرعة، الأولى عندما أصيبت "النمر" بصاروخ مضاد للدبابات، ما أسفر عن مقتل 11 جنديًا.

أما الحادث الثاني فوقع في ديسمبر الماضي بخان يونس، وأسفر عن سقوط 4 جنود من سلاح الهندسة، وفي جميع هذه الحوادث، لقى جنود كانوا يستقلون المدرعة جرّاء انفجار كميات من المواد المتفجرة المحمولة فيها.

وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن أنظمة السلامة الخاصة بالمتفجرات وتلك المتوفرة في "النمر"، وضرورة استفادة جيش الاحتلال من الحوادث السابقة لنقل المتفجرات عبر وسائل لا تحتاج لأشخاص مثل المركبات التي يتم التحكم بها عن بعد، وتبني استراتيجيات مثل تقليص عدد الجنود في المركبات المدرعة التي تحمل مواد خطيرة على خطوط الجبهة الأمامية.

وتساءل موقع "والا" الإسرائيلي، عن سبب عجز جيش الاحتلال عن الحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث المرتبطة بالمدرعة "النمر". وطرح الموقع 3 أسئلة مرتبطة بحادث أمس، الأول يتعلق بكثافة الانفجار الكبيرة، ولماذا كان حجم الضرر كبيرًا في "النمر" التي تعد من أكثر المدرعات حماية وتحصينا؟

والسؤال الثاني الذي طرحه موقع "والا" هو: هل تم حفظ المتفجرات في المكان الخطأ خلافًا للتعليمات وبروتوكولات السلامة، الأمر الذي أسهم في الانفجار الكبير؟

والسؤال الأخير حمّل بشكل غير مباشر جيش الاحتلال مسؤولية عدم الاستفادة من "كوارث ناقلات الجند المدرعة" السابقة، إذ قال الموقع: لماذا لا يجد جيش الاحتلال طريقة لحماية المقاتلين بشكل أفضل ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مرارًا وتكرارًا؟

وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن الهجوم على المدرعة "النمر"، أمس، هو الأسوأ الذي تتعرض له قوات الاحتلال منذ يناير الماضي في القطاع.

وذكرت الصحيفة أن تحقيقًا أوليًا لجيش الاحتلال، كشف عن مقتل جميع الجنود داخل مركبة مدرعة تابعة للكتيبة "601"، التابعة لفيلق الهندسة القتالية، وأن جميع الجنود داخل المركبة من طراز "نمر" لقوا مصرعهم.

وتعتبر مدرعة "النمر" واحدة من أبرز الآليات العسكرية الإسرائيلية، وقد وصفها جيش الاحتلال بأنها ثورة في عالم ناقلات الجند بميدان المعركة عندما أعلن عنها لأول مرة عام 2008.

وتبلغ كلفة المدرعة أكثر من 3 ملايين دولار، وهي مصممة على غرار هيكل دبابة "ميركافا"، ويمكنها حمل 12 جنديًا، بالإضافة إلى 3 آخرين في المقصورة الأمامية.

المدرعة مزودة بمدافع رشاشة ومدفع هاون وقاذفة قنابل يدوية وقنابل دخانية، وهي قادرة على إطلاق صاروخين. وتشير التقديرات إلى امتلاك جيش الاحتلال أكثر من 290 مدرعة من هذا النوع تستخدمها ألوية المشاة.

ورغم كلفتها الهائلة وقدراتها النوعية، فقد نجحت كتائب عز الدين القسام، في تدميرها تمامًا بقذيفة "الياسين 105"، أمس السبت، غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وبدأ جيش الاحتلال عملياته العسكرية في رفح الفلسطينية، 7 مايو الماضي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي كون المدينة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين.

ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي البري على قطاع غزة، 27 أكتوبر، قتل 306 من جنود الاحتلال، بينهم الجنود الثمانية الذين لقوا مصرعهم، أمس السبت، في حصيلة هي من بين الأسوأ بالنسبة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في يوم واحد.

ويشهد القطاع المحاصر أزمة إنسانية عميقة وتهدد المجاعة سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، الذين شردت الحرب 75% منهم، بحسب الأمم المتحدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 8000 طفل دون سن الخامسة يعالجون في غزة سوء التغذية الحاد، "من بينهم 1600 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد".

وأدى القصف والغارات والهجمات البرية على غزة، حتى الآن، إلى استشهاد أكثر من 37 ألف شخص في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة للسلطات الصحية في القطاع.