أعلن الاحتلال تحديه لقرار مجلس الأمن الجديد، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، إذ قالت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة، إن بلادها لن تشارك في مفاوضات "لا معنى لها" مع حماس، وفق ما نقلته شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وزعمت المندوبة الإسرائيلية ريعوت شابير بن نفتالي، في اجتماع مجلس الأمن، أمس الاثنين، أن بلادها "تريد التأكد من أن غزة لا تشكل تهديدًا لإسرائيل في المستقبل". وقالت إن "الحرب لن تنتهي إلا بعد إعادة جميع المحتجزين، وتفكيك قدرات حماس"، مدعية أن الحركة تستخدم "المفاوضات التي لا نهاية لها كوسيلة للمماطلة لكسب الوقت".
وجاءت تعليقات المندوبة الإسرائيلية، بعد أن صوت 14 من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالح القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، أمس الاثنين، مع امتناع روسيا فقط عن التصويت، وهي المرة الأولى التي يؤيد فيها المجلس مثل هذه الخطة لإنهاء الحرب على غزة.
ووافق مجلس الأمن، أمس الاثنين، على مقترح السلام في غزة، الذي تبناه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو، ويتكون من ثلاث مراحل، ويحدد الشروط التي تهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في نهاية المطاف، مقابل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع. وجاء نص القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي، أمس، كالتالي:
1- يرحب المجلس باقتراح وقف إطلاق النار الجديد الذي قبلته إسرائيل في 31 مايو، ويدعو حماس إلى قبوله أيضًا، ويحث الطرفين على تنفيذه بالكامل بدون تأخير وبدون شروط.
2- يلاحظ أن تنفيذ هذا الاقتراح من شأنه أن يوزع النتائج على ثلاث مراحل:
(أ) المرحلة الأولى: وقف فوري وكامل لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن من بينهم نساء وشيوخ وجرحى ورفات بعض الرهائن الذين قتلوا ويتم تبادل ذلك بأسرى فلسطينيين، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق المأهولة بغزة وعودة المدنيين الفلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم في كافة مناطق البلاد في غزة، بما في ذلك في الشمال، فضلا عن التوزيع الآمن والفعّال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة لجميع الفلسطينيين المدنيين الذين يحتاجون إليها، بما في ذلك الوحدات السكنية التي تقدمها المنظمات الدولية والمجتمع الدولي.
(ب) المرحلة الثانية: بناء على اتفاق الأطراف، يتم وقف دائم للأعمال العدائية، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين الذين ما زالوا في غزة، وبشكل كامل؛ وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
(ج) المرحلة الثالثة: بدء خطة إعادة إعمار كبرى متعددة السنوات في غزة والمنطقة وإعادة رفات أي رهائن متوفين ما زالوا في غزة إلى عائلاتهم.
3- يؤكد أن الاقتراح ينص على ما إذا كانت المفاوضات ستستغرق أكثر من ستة أسابيع بالنسبة للمرحلة الأولى، سيظل وقف إطلاق النار مستمرا طالما استمرت المفاوضات، ويرحب باستعداد الولايات المتحدة ومصر وقطر للعمل على ضمان ذلك، وتستمر المفاوضات حتى يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات وتكون المرحلة الثانية قادرة على الانطلاق.
4- يشدد على أهمية التزام الأطراف بشروط هذا الاقتراح بمجرد الاتفاق عليه، ويدعو جميع الدول الأعضاء والأمم المتحدة إلى دعم تطبيقه.
5- يرفض أي محاولة للتغيير الديموغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك أي أعمال من شأنها تقليص مساحة قطاع غزة.
6- يكرر التزامه الثابت برؤية حل الدولتين، بحيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنبًا إلى جنب في سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ويؤكد في هذا الصدد على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية.
7- يقرر إبقاء الأمر قيد نظره.
ويعني التصويت التاريخي أن مجلس الأمن الدولي ينضم الآن إلى الهيئات العالمية الكبرى الأخرى في دعم الخطة التي صاغتها الولايات المتحدة، مما يزيد الضغط الدولي على كل من إسرائيل وحماس؛ لأجل وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما ذكرته شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
ورحبت "حماس" بتبني القرار، قائلة في بيان إنها مستعدة للتعامل مع الوسطاء لتنفيذ إجراءات مثل انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وإعادة السكان إلى منازلهم ورفض أي تغيير أو تقليص ديموغرافي في قطاع غزة.
ويقول القرار إن إسرائيل قبلت الخطة، وأكد المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل وافقت على الاقتراح، على الرغم من التعليقات العامة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تشير إلى خلاف ذلك.
وحتى الشهر الماضي، بعد أقل من ساعة من كشف بايدن عن اقتراحه، أصر نتنياهو على أن إسرائيل لن تنهي الحرب حتى تتم هزيمة حماس.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة ستضمن تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، في حين ستفعل مصر وقطر الشيء نفسه مع حماس. وأضافت أن "القتال قد يتوقف اليوم" إذا وافقت حماس على الاتفاق.
وقال المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن السلطة الفلسطينية ترحب بالاتفاق باعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح"، لكنه قال إن الأمر متروك لإسرائيل لتنفيذ هذه الإجراءات، مضيفًا: "نريد وقف إطلاق النار، العبء يقع على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ هذا القرار".
وقبل التصويت، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لنتنياهو خلال لقاء في إسرائيل، إن الاقتراح "سيفتح إمكانية الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل ومزيد من التكامل مع دول المنطقة"، وفقًا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية.
وبعد تبني القرار، تحدث بلينكن مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، حيث أشاد باستعداد إسرائيل لإبرام صفقة، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق حماس للقبول، وفقًا لبيان اجتماعهما.
ووصل بلينكن إلى إسرائيل، أمس، بعد استقالة بيني جانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية يوم الأحد. ووجه رحيل جانتس ضربة لنتنياهو الذي يتعرض لضغوط متزايدة من الحلفاء الغربيين وعائلات المحتجزين لإنهاء الحرب.
وبعد مرور ثمانية أشهر على بدء الحرب على غزة، لم يحقق جيش الاحتلال أهدافه المزعومة المعلنة، والمتمثلة في القضاء على حماس، واستعادة المحتجزين، ولا يزال هناك حوالي 120 محتجزًا لدى الفصائل في غزة، ويعتقد أن حوالي 70 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
وأودى العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، بحياة أكثر من 37 ألف فلسطينيا في القطاع، ولا تشمل تلك الأرقام عدة آلاف من الأشخاص الذين يعتقد أنهم في عداد المفقودين، أو أولئك الذين ما زالوا تحت الأنقاض.