تسعى الإدارة الأمريكية إلى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول مقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي تبناه الرئيس جو بايدن، قبل ثمانية أيام، وهذا هو الهدف الرئيسي للزيارة المزمع أن يجريها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية.
وفي 31 مايو الماضي، تحدث بايدن خلال خطاب بالبيت الأبيض، عن تقديم إسرائيل مقترحًا من 3 مراحل يشمل "تبادلًا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالثالثة.
وفيما قالت حماس إنها ستتعامل مع المقترح بـ"إيجابية"، قال نتنياهو: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح"، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدًا أنه "يصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها"، على حد ذكره.
وتحاول واشنطن الضغط على إسرائيل وحماس للقبول باقتراح وقف إطلاق النار الذي تبناه بايدن، إذ يتوجه بلينكن إلى الشرق الأوسط، للدفع قدمًا بهذا المقترح.
وتعد هذه الجولة هي الثامنة لبلينكن في المنطقة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر، وستشمل إسرائيل ومصر وقطر والأردن بين 10 و12 يونيو، بحسب الخارجية الأمريكية.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن بلينكن سيؤكد خلال زيارته إلى الشرق الأوسط أن مقترح الرئيس الأمريكي سيخفف المعاناة في قطاع غزة، كما سيتيح إدخال المساعدات الإنسانية، وسيسمح بعودة الفلسطينيين إلى منازلهم.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أمس الجمعة، أنه "من المتوقع أن يلتقي بلينكن برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فور وصوله إلى إسرائيل".
وتأتي زيارة بلينكن غداة إعلان هيئة البثّ الإسرائيلية رفض تل أبيب مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، أول أمس الخميس، بخصوص مقترح تبادل الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة، الذي كشف عنه بايدن.
ورفض مشروع القرار، بحسب هيئة البثّ، جاء بدعوى أنه يطالب إسرائيل بتنفيذ المقترح "دون تأخير ودون شروط" و"يعارض أي محاولة للتغيير الديموغرافي أو الوضع القائم في غزة".
من جهتها، تدرس حماس المقترح الأخير الذي أعلنه بايدن، ويرتقب أن ترد عليه في الأيام المقبلة، وسط ضغوط عالمية عليها للموافقة على المقترح، فيما لا يزال الغموض يخيّم على موقف تل أبيب التي سبق أن رفضته.
وأمس الأول الخميس، أعلنت قطر أن حركة حماس أبلغتها بأنها ما زالت تدرس المقترح الأخير لصفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، الذي أعلنه بايدن.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارًا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح الفلسطينية، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.