يتزايد التحول الغربي عن إسرائيل، في موقف مخالف للدعم الأمريكي المستمر، وكانت آخر صور هذا التحول إعلان إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانضمامها إلى دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، لوقف العدوان المتواصل على سكان قطاع غزة المحاصر.
ثقل دبلوماسي جديد
ومن جهته، وصف الدكتور منير نسيبة، الأكاديمي الحقوقي في جامعة القدس الفلسطينية، قرار إسبانيا بالخطوة المهمة.
ويرى "نسيبة"، في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية" أن انضمام إسبانيا لدعوى جنوب إفريقيا يحمل ثقلًا دبلوماسيًا جديد، مشيرًا إلى أن انضمام دولة من دول الاتحاد الأوروبي للدعوى، يعود لاقتناعها بوقوع إبادة جماعية ترتكب في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من أمس الخميس، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن بلاده ستنضم إلى دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد أفعال إسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني.
وذكر "ألباريس" أنها "حرب واسعة النطاق لا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية مضيفًا أن خطر التصعيد يتزايد في كل مرة.
وكانت جنوب إفريقيا رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في أواخر عام 2023، تتهمها فيها بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية.
وأعلنت إسبانيا رغبتها في مساعدة المحكمة الجنائية لتطبيق الأوامر الاحترازية والتي يمتنع الاحتلال الإسرائيلي عن تطبيقها.
تحول في الرؤية الأوروبية
فيما وصف الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز الدراسات المستقبلية بجامعة القدس، في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية"، اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية بأنه مهم للغاية إذ يشكل منعطفًا كبيرًا في الرؤية الأوروبية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعكس تغيرًا عميقًا تجاه هذا الصراع.
ويعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية الإشارة إلى الوجود المعنوي والسياسي والقانوني للشعب الفلسطيني الذي حاولت الحركة الصهيونية إلغاءه على مدى عقود طوية.
وذكر "عوض" أن التحول الأوروبي سيتبعه بالتأكيد اعترافات متعددة، والذي بدوره تشكيل انقلاب على الرؤية الأوروبية التقليدية بعدم انتقاد إسرائيل أو محاسبتها، وبالتالي هذا كسر للسياسة التقليدية الأوروبية اتجاه هذا الصراع.
مخالفة الموقف الأمريكي
وذكر عوض أن موقف إسبانيا يمثل تحولًا كبيرًا، يخالف الرؤية الأمريكية ويختلف مع موقفها المنحاز لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وبالتالي يعد هذا خروجًا عن الوصاية الأمريكية حول صراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وأكد عوض أن الاعتراف سيجر دولًا أوروبية أخرى لاتخاذ الموقف ذاته والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يتسبب في انحصار السياسات الإسرائيلية وسينزع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه يمثل موقفًا سياسيًا أخلاقيًا ضد الاحتلال الإسرائيلي
واعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميًا بدولة فلسطين، الثلاثاء، حسبما أعلنت حكومات البلدان الثلاثة، وصرح "عوض" بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يعد دعمًا للنضال والحق الفلسطيني.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من أمام مقر رئاسة الوزراء في مدريد، في خطاب متلفز إن "بلاده تعترف بدولة فلسطينية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية وموحدة تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".