في انتظار معركة بعينها لمدينة بعينها، معلق عليها آمال الأوكران والروس معًا، لحسم الحرب برمتها.. إنها مدينة باخموت الأوكرانية الواقعة على بعد 80 مترا شمال منطقة دونيتسك و100 كيلو مترا غرب منطقة لوجانسك المعقلين المتبقيين لأوكرانيا.
منذ صيف عام 2002 غير الروس وجهتهم إلى تلك المدينة الواقعة شرق أوكرانيا وسرعان ما توجهوا إليها بالعتاد والجنود، وهدفهم إحكام قبضتهم على المدينة لقطع خطوط الإمداد الأوكرانية، وفتح طريق لقواتها للتقدم
ويأتي الخريف خانقا على الجيش الروسي، الذي انسحب من خاركيف وخيرسون ولم يعد أمامه سوى باخموت، التي يرتكز على الطرقات المؤدية إليها تعزيزات لا حصر لها من الجيش الأوكراني المتشبث أيضا بالمدينة نفسها التي باتت دمارا فوق دمار.
لتمر 6 أشهر بالتمام، عصف شتاء قارس بأوكرانيا ومازال الجيشان متمسكين بالمدينة قانعين بأن مترا واحدا قادرًا على حسم المعركة بأكملها.
وفي هذا السياق، قال محمد البابا المتخصص في الشؤون الأوكرانية، إن القوات الروسية جعلت محور مدينة باخموت هو نقطة أساسية للعاميات العسكرية في قطاع الدونباس، حيث قام الجيش الروسي بنقل فرق ومجموعات عسكرية انسحب من منطقتي خاركيف وخيرسون إلى باخموت التي تعتبر ممرا إلى كراماتورسك وسلافينسك في ظل دفاع من الجيش الأوكراني عن باخموت، لتشهد المدينة ومحيطها خلال الشهرين الماضيين معارك كر وفر.
وتابع "البابا" في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة كييف أن الجيش الأوكراني يقول إنه استطاع صدّ هجمات كبيرة واستطاع إبادة لواءين من القوات العسكرية الروسية التي دفعت بتعزيزات من التعبئة التي قام بها خلال الفترة الماضية.
من جانبه قال عمارة قناة أستاذ العلوم السياسية، إن باخموت مدينة استراتيجية و هو ما يبرر احتدام المعارك بها والتحصينات العسكرية الموجودة بها، حيث تعتبر من النقاط الأساسية للتوسع في العلميات العسكرية الروسية.
وأضاف "قناة " في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة موسكو، أن هناك محاولات وصفها بالانتحارية من القوات الأوكرانية لعدم التخلي عن المدينة في ظل نقص الأسلحة والذخيرة.
وأوضح أن العمليات العسكرية مستمرة وتحتدم على جبهات متعددة وهو ما قد ينبئ بتطورات جديدة في المراحل المقبلة، وتغير استراتيجي في التكتيكات العسكرية، ما سيجعل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قيادات الجيش الروسي المتمركزة في أوكرانيا مهما؛ لتقييم العمليات على الأراضي الأوكرانية وخطط العام المقبل.