وصف وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، علاقات بلاده بمصر بأنها استراتيجية، قائلًا: "الآن يمكننا أن نعمل بشكل أكبر على العمل الذي قام به أسلافنا، نحن الآن في مرحلة متقدمة للغاية، من حيث كيفية التعاون وتفعيله في عدد من القضايا".
وأضاف "كومبوس"، خلال لقاء خاص على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأربعاء: "مهمتنا الآن هي محاولة توجيه هذه النتائج من حيث تمكين شعبنا وشعوبنا عامة من التمتع بنتائج ملموسة من هذه العلاقة، ويشمل ذلك -بالطبع- عددًا من المجالات في الاقتصاد والاستثمار والأمن والدفاع وعلى المستوى السياسي".
وتابع: "نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية وهدفنا هو التأكد من أننا نرقى إلى مستوى توقعات شعوبنا، التي تمليها علاقتنا التاريخية علينا".
وأكد وزير خارجية قبرص، أن مصر هي الجزء الشمالي الشرقي من أوروبا، من حيث تأمين أراضيها، وتعتبر البوابة الأمنية لأوروبا، ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستجيب لهذا الأمر ويعكس الطريقة التي يتعامل بها مع مصر من خلال هذه العدسة.
نوّه "كومبوس"، إلى أن مصر لعبت دورًا رائدًا في هذه المنطقة، وظلت مصر تعمل باستمرار على ضمان الاستقرار والأمن في هذا الجزء من العالم، وهذا في نهاية المطاف، يعود بالنفع والمميزات للاتحاد الأوروبي.
وتابع: "الاتحاد الأوروبي في حاجة أن يعكس هذه الأمور، حيث إن هناك الكثير من القوة والأفكار في هذه المسألة؛ لذلك دعّمنا مصر بقوة وبصوت عالٍ في بروكسل فيما يتعلق بكيفية تحقيق الاتحاد الأوروبي أقصى استفادة من الأدوات المتاحة من أجل دعم مصر في العمل الذي تقوم به ولكي يستمر هذا الدعم بطريقة متسقة ومستمرة".
وكشف وزير خارجية قبرص، أن زيارته إلى مصر أعطته فرصة عظيمة أتاحت له فرصة اللقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري لتقييم العلاقات الثنائية، متابعًا: "استضفناه في قبرص في شهر فبراير الماضي، وأتيحت لنا فرصة لمناقشة ما هو اتجاه العلاقات الثنائية وما هي القضايا العالقة، ولماذا هي معلقة حتى الآن؟".
وأوضح "كومبوس": "نحن نعطي تعليمات وبعض الإرشادات لشعبنا ونطلب منهم النظر في هذه القضايا لأننا في حاجة إلى التأكد من أن الإرادة السياسية هي التي لدينا من أجل دعم العلاقات الاستراتيجية التي ندرك بوجودها".
وأردف: "العلاقات الودية قائمة بالفعل، وكذلك لها طبيعة تاريخية، وبالتالي يمكن البناء عليها وتحقيق الكثير من النتائج في هذا الاتجاه وهذا ليس شيئًا -تلقائيًا- أو يسيرًا، لذلك أتيحت لنا الفرصة لتقييم كل الأوضاع".
تنسيق مصري قبرصي
وتطرّق وزير خارجية قبرص، إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحًا أنه بعد السابع من شهر أكتوبر الماضي هناك تكثيف للتعاون بين قبرص ومصر بشكل أكبر، مردفًا: "نحن جزء من نفس المنطقة ونفس الإقليم، وما يحدث في منطقتنا من العالم هو أمر يؤثر على كلا البلدين بشكل مباشر".
واستكمل حديثه: "قمنا بتوسيع وتمديد هذا التعاون والتنسيق الوثيق فيما يتعلق بالوضع في غزة على مختلف جبهات تلك المنطقة، خاصة فيما يتعلق بكيفية إرسال الرسائل الصحيحة وكيف يمكننا وقف الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة للشعب الفلسطيني".
ومضي قائلًا: "أصبح هذا أمرًا واضحًا جدًا وجليًا من خلال عدد من الطروحات، فالتقيت بنظيري الوزير سامح شكري أكثر من 8 أو 9 مرات خلال الأشهر الخمسة أو الستة الماضية، إضافة إلى تحدثنا عدة مرات، لذلك أؤكد أن التعاون الوثيق بيننا فعّال -بالفعل- وكان رئيسانا أيضًا على اتصال وثيق بشأن هذه القضية وحول عدد من الأمور الأخرى".
مناقشات واسعة النطاق
وأوضح وزير خارجية قبرص، أنه أتيحت له فرصة تناول عدد من القضايا الجاري مناقشتها الآن مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وهذا يشمل جميع الجوانب، في المجتمع الدولي والقبرصي، مردفًا: "نعتبر أنفسنا جزءا من هذه المنطقة، وهي دولة أيضًا عضو في الاتحاد الأوروبي".
وذكر "كومبوس": "لدينا فهم لكلا العالمين وحاولنا دائمًا التصرف كطرف في الاتحاد الأوروبي يمكنه التعبير عن اهتمامات وعقلية وتفكير هذا الجزء من العالم".
وشدّد على أن "كل لقاء مع وفد مصري بالنسبة لي وشعبي فرصة ممتازة لإجراء مناقشات واسعة النطاق، وكذلك مناقشات عميقة في العالم وهذا الجزء من العالم في هذه المنطقة وكيف يمكننا التأكد من أن ما يتوقعه شعبنا في هذه العلاقة يصبح حقيقة واضحة".
مشروعات بين مصر وقبرص واليونان
وأفاد وزير خارجية قبرص، بأن مصر وقبرص واليونان استخدمت آليات ثلاثية كأداة استراتيجية من أجل تعزيز تواصلها وتعاونها على مستوى الإقليم، مردفًا: نحن الدول الثلاثة متفقون على أن لدينا مصالح مشتركة ومشكلات مشتركة ويجب حلها".
ولفت: "لدينا الآن اجتماع ثلاثي جارٍ الترتيب والتخطيط للاجتماع الـ11 بعد اجتماع مصر اليوم، والمشكلة التي نواجهها فيما يتعلق بتنفيذ العناصر المختلفة لتلك العلاقة تتعلق بالمقام الأول بالوضع الراهن على الأرض".
وأعرب وزير خارجية قبرص عن أمله في أن تتغير الأوضاع بعد 7 أكتوبر، إذ لا يوجد أكسجين سياسي أو دفعة سياسية يمكن الاستفادة منها فيما يتعلق بأي أمور أخرى غير النقاشات حول ما يجري في غزة، لكن هذا ليس عذرًا ينبغي أن نكون كذلك".
وأكد "نحن نعمل معًا ونحاول الاندماج من أجل تهيئة الظروف التي تمكن قادتنا من الانتهاء من المشروعات المختلفة وهناك العديد من المشروعات القائمة فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي ومشاريع الطاقة والأمن والأمن البحري".
مبادرة الرئيس المصري الخاصة بـ"إحياء الجذور"
واستشهد، وزير خارجية قبرص، بمبادرة "الجذور" التي اعتبرها مثالًا جليًا على مدى اهتمامات مصر وقبرص واليونان المشتركة، وكذلك النهج المشترك بشأن كيفية إمكانية تحقيق التآذر بشكل فعًال من خلال التعاون، مردفًا: "بلداننا الثلاث، لديها الكثير من المواطنين الذين يعيشون في الخارج، هذه فكرة ممتازة".
وأضاف "كومبوس"، أن المبادرة بدأت من خلال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقامت قبرص بتنفيذها والتأكد منها، مردفًا: "لقد نفذناها ثلاث مرات، وقمنا باختبار مدى فعاليتها، لقد اختبرنا هذه الفكرة على أرض الواقع، وهذا شيء بقوة يجب أن نعيد النظر فيه".
وتابع: "هناك العديد من البلدان التي نوجد فيها ويجب أن يمتد تعاوننا إلى ما هو أبعد من البلدان المرشحة بوضوح فيما يتعلق بالعاصمة الكبرى لأوروبا، حيث نعلم أن لدينا هذا الحضور، وهناك أماكن أخرى في أستراليا والولايات المتحدة وكندا، حيث يمكننا الاستفادة -بشكل أفضل- من الشتات لدينا وكيف يتعاونون فيما بينهم".