بعد ما يقرب من عامين من اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمبنى الكونجرس، أوصت لجنة تحقيق برلمانية مكلفة بالأمر، وبإجماع أعضائها، بإطلاق ملاحقات جنائية بحق الرئيس السابق، ما قد يؤدي إلى مواجهة ترامب لتهم قد تصل لمعاقبته جنائيًا والسجن.
وخلال جلسة استماع عامة في العاصمة واشنطن، أمس الاثنين، صوّتت لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي، مكلفة بالتحقيق في واقعة اقتحام مبنى الكونجرس (الكابيتول)، لصالح التوصية بأن تجري وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا جنائيًا بشأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومساعديه، حيث جاء تصويت اللجنة بالإجماع لصالح هذه التوصية.
ويواجه الرئيس الأمريكي السابق عددًا من الاتهامات أهمها؛ الدعوة إلى التمرد وعرقلة إجراء رسمي (المصادقة على الانتخابات الرئاسية)، التآمر ضد الدولة الأمريكية، الدعوة إلى العصيان، والإدلاء بتصريحات كاذبة.
واعتبر أعضاء اللجنة (سبعة ديمقراطيين وجمهوريين) أن ترامب "عديم الأهلية لتولي أي منصب رسمي"، وذلك في جلستها الختامية لإعلان النتائج بعد 18 شهرًا من التحقيقات.
أزمة الانتقال السلمي
وقبيل التصويت، قال عضو مجلس النواب جيمي راسكن، إن "اللجنة جمعت أدلة تظهر أن الرئيس ترامب كان يعتزم التشويش على الانتقال السلمي للسلطة كما ينص عليه دستورنا".
وأضاف "نعتقد أن الأدلة التي جمعت خلال تحقيقنا تبرر التوصية بملاحقات جنائية ضد دونالد ترامب"، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
ويواجه ترامب عقوبة السجن وقد يُمنع من ممارسة أي وظيفة عامة.
ولا تملك اللجنة سلطة مباشرة هذه الملاحقات الجنائية، ولا تتعدى صلاحياتها رفع توصية في هذا الصدد إلى وزارة العدل المخولة وحدها بتوجيه اتهامات إلى الرئيس الأمريكي السابق.
ويمكن أن تؤدي هذه التهم إلى عقوبات سجن ومنع من ممارسة أي مهام عامة في الولايات المتحدة، فيما أعلن الرئيس السابق أنه يعتزم خوض السباق إلى البيت الأبيض عام 2024.
من جهة أخرى، أوصى الكونجرس، لجنة الأخلاقيات بمعاقبة 4 أعضاء في الكونجرس لرفضهم استدعاء اللجنة طلبًا لشهاداتهم.
وأعلنت اللجة أن تقرير التحقيق النهائي سيتم نشره غدًا الأربعاء 21 ديسمبر.
مَن صاحب القرار؟
يذكر أن توصية اللجنة ليست ملزمة، ولا تملك اللجنة سلطة مباشرة هذه الملاحقات الجنائية، ولا تتعدى صلاحياتها رفع توصية في هذا الصدد إلى وزارة العدل المخولة وحدها بتوجيه اتهامات إلى الرئيس الأمريكي السابق.
وستتخذ وزارة العدل الأمريكية القرار بشأن ما إذا كانت ستتخذ إجراءات جنائية ضد الرئيس الجمهوري السابق أم لا. ولم يتضح بعد موعد اتخاذ مثل هذا القرار.
ولجنة التحقيق النيابية المكونة من 7 ديمقراطيين وجمهوريين اثنين، سعت لتسليط الضوء على سلوك الرئيس السابق ومواقفه قبل وأثناء 6 يناير 2021، يوم اقتحام مقر الكونجرس.
وسعت اللجنة لإثبات أن رفض دونالد ترامب لنتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020 لم يكن مجرد رد فعل على هزيمته، بل كان عنصرًا أساسيًا في استراتيجية مدروسة للبقاء في السلطة.
أحداث الكابيتول
يذكر أنه في 6 يناير 2021، هاجم أنصار الرئيس الأمريكي السابق، مقر مبني الكونجرس، في سابقة لم تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية من قبل، وذلك بهدف منع الكونجرس من المصادقة على انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، ما أثار صدمة في البلاد والخارج، كما اعتبره البعض "اليوم الذي اهتزت فيه أركان الديمقراطية الأمريكية".
وفي محاولة منه لإبطال الانتخابات الرئاسية، مارس دونالد ترامب ضغوطًا على مسؤولين عن الانتخابات، لا سيما في ولايتي جورجيا وأريزونا.
كما طلب الرئيس الجمهوري من نائبه مايك بنس عرقلة عملية مصادقة الكونجرس على فوز خصمه جو بايدن في السادس من يناير 2021.
ودعا ترامب أنصاره للتوجه إلى واشنطن في 6 يناير 2021 و"خوض معركة شرسة" بحسب خطاباته السابقة.
وبحسب المعاونة السابقة في البيت الأبيض، كاسيدي هاتشينسون، فإن الرئيس السابق كان يعلم أن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين وخطرين وسط الحشود التي تجمعت أمام الكونجرس وقرب البيت الأبيض أيضًا.