قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن قرار "أوبك+" في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، تبين أنه القرار الصحيح، مؤكدًا أن المنظمة لا تقوم بتسييس القرارات.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء السعودية "واس"، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان: "لا نقوم بتسييس قرارات "أوبك+"، فنحن نُبقي الشؤون السياسية خارج تحليلاتنا وتوقعاتنا لأوضاع السوق".
وأكد الوزير السعودي، أنهم يركزون على أساسيات السوق فقط، وهو ما يمكنهم من تقييم الأوضاع بموضوعية أكثر وبشكل أكثر وضوحًا، وهو ما يعزز مصداقيتهم.
وأضاف بن سلمان، إنه مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، توقع البعض فقدان كميات كبيرة من الإمدادات، تفوق ثلاثة ملايين برميل يوميًا، ما أثار المخاوف وأسهم في حدوث تقلبات حادة في الأسواق، مشيرا إلى أنه في تلك الظروف، اتُّهمت أوبك+ بعدم الاستجابة للأزمة في الوقت المناسب، لكن النقص المتوقع في الإمدادات لم يتحقق.
وتحدث الوزير أيضًا عن انتقاد قرار أوبك+ في أكتوبر الماضي، الخاص بخفض الإنتاج، بشكل حاد، قائلًا: "وُصف القرار بأنه "محفوف بالمخاطر" و"مؤسف"، وكانت هناك تلميحات بأن وراءه دوافع سياسية، وأنه قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود ويضر الدول النامية، ولكن، تبيّن، مرة أخرى، أن قرار أوبك+ كان القرار الصحيح لدعم استقرار السوق البترولية وصناعة البترول".
وأشار الأمير عبدالعزيز، إلى أن المشكلة تكمن في أن تسييس الإحصاءات والتوقعات، واستخدامها للتشكيك في مصداقية "أوبك+" ودورها في استقرار السوق، وهو ما يؤدي إلى استثارة المستهلكين، ويسبب إرباكًا في السوق، ويؤدي في النهاية إلى اضطرابات في الأسواق، وصفها بأنها لا مبرر لها.
لغز البراميل المفقودة
وتحدث الوزير السعودي، عن "لغز البراميل المفقودة"، والذي يرجع لوجود معلومات غير دقيقة بشكل يكاد يكون دائمًا في بعض التوقعات، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي حافظت فيه "أوبك+" على الأرقام المتعلقة بالطلب لعام 2021، استمرت بعض الجهات في تقليل تقديرات الطلب، التاريخية والحالية، بشكل كبير، وهو ما نتج عنه "لغز البراميل المفقودة"، وفيما بعد اضطرت هذه الجهات إلى تصحيح تلك الاختلافات في بداية 2022م.
وقال الأمير عبد العزيز، إن الأمر لن يكون مفاجئا إذا عادت قضية "البراميل المفقودة" إلى الظهور في أوائل عام 2023م، مضيفًا: "في نهاية المطاف فإن تسييس الإحصاءات والتوقعات بلا موضوعية، يأتي غالبًا بنتائج عكسية ويؤدي إلى فقدان المصداقية".
وأوضح وزير الطاقة السعودي، أن السوق تعرضت خلال السنوات الماضية لعددٍ من الصدمات الحادة، ولولا النهج القائم على المبادرة والإجراءات الاستباقية، الذي تبنته أوبك+، لتسببت تلك الصدمات في فوضى بأسواق البترول، مثلما شهدته أسواق الطاقة الأخرى، مشيرا إلى أن هناك الكثير من التدخلات لا تتصف بالحكمة في أسواق الطاقة.
وأكد الوزير على التقييم الموضوعي للأسواق من قبل أوبك + ونهجها الاستباقي، والتماسك داخل المجموعة، يجعلها في موضع أفضل وأقدر على الإسهام في تعزيز استقرار السوق، مؤكدًا أنه بدءا من الأمور المالية وصولًا إلى التجارة في السلع تعد المصداقية مكونًا رئيسيًا لبناء الثقة.
وأكد الوزير أن القائمين على أوبك+ يدركون أنه كلما زادت المصداقية، أصبحت مهمتهم أسهل في تحقيق الاستقرار في الأسواق، وأنه كلما حققت المنظمة مزيدًا من الاستقرار، ستتمكن من تعزيز مصداقيتها وكسب اعتراف الآخرين بها، مؤكدًا أنها حلقة إيجابية تسعى أوبك للحفاظ عليها.