حذر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، من أن الفترة المقبلة ربما تشهد انتشار حالات الوفاة بين الأطفال في قطاع غزة لا سيما في الشمال، بسبب انتشار المجاعة.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم الجمعة، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن مستشفيات قطاع غزة غير قادرة على تقديم الخدمة الطبية للجرحى والمصابين، والوضع الإنساني في القطاع مأساوي بسبب انتشار المجاعة ونقص المواد الغذائية.
وأكد متحدث الدفاع المدني الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي دمر المربعات السكنية في جباليا، شمال قطاع غزة، بشكل كامل، مؤكدًا أنها -المربعات السكنية بمنطقة جباليا- لا تصلح للحياة وغير قابلة للعيش.
شاحنات المساعدات قليلة
وبدورها، أكدت إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بـوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أن شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تدخل قطاع غزة قليلة ولا تكفي احتياجات المدنيين.
وأضافت "حمدان"، اليوم الجمعة، خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الدمار طال جميع أنحاء قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي، ويجب إمداد وكالة أونروا بجميع المساعدات اللازمة لمواجهة الكارثة الإنسانية في غزة.
وأكدت ضرورة إيصال المياه النظيفة إلى النازحين وإدخال كميات كافية من الوقود لقطاع غزة، قائلةً: "نأمل زيادة تمويل الوكالة خلال الفترة المقبلة حتى نتمكن من تقديم الخدمات".
دمار ألف منزل
وفي السياق ذاته، قال بشير جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، من قطاع غزة، إن القصف والغارات الإسرائيلية لم تتوقف، باتجاه منازل جنوب مدينة غزة وأحياء برفح الفلسطينية.
وأشار إلى أن شمال قطاع غزة، الذي انسحبت منه الآليات العسكرية الإسرائيلية، انتشلت الطواقم الطبية، منه أكثر من 70 شهيدًا، بالإضافة إلى جثث ظهرت عليها علامات التحلل.
وكشف مراسل "القاهرة الإخبارية" أن أكثر من 1000 منزل في مخيم جباليا تضررت بشكل كامل، بالإضافة إلى تدمير عدد من المستشفيات في الشمال لعدم تشغيلها مرة أخري.
وأضاف أن الأوضاع الصحية صعبة، بسبب نقص الإمدادات الطبية، وهذا يزيد من أعداد الضحايا وعدم إسعاف الجرحى والمرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة.
وأكد أن مع صبيحة هذا اليوم انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق جباليا في الشمال، الأمر الذي دفع الكثير من النازحين للعودة والذين صدموا من التدمير الذي لحق بالمنطقة.
الأرض المحروقة
إلى ذلك، انتشلت فرق الإسعاف والدفاع المدني، جثامين عشرات الشهداء، عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جباليا.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الجمعة، بأن الطواقم انتشلت أكثر من 70 شهيدًا، بينهم 20 طفلًا، وتواصل البحث حاليًا عن عشرات المفقودين بين ركام المنازل ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات، التي لم تسلم من القصف والتدمير، وحتى عيادات ومقرات ومراكز "الأونروا" التي لم تسلم هي الأخرى من آلة التخريب.
وتكشفت بشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها الاحتلال، وحجم الدمار والتخريب المهول الذي ألحقته بمنازل المواطنين، والمنشآت الخدماتية والمرافق العامة، بعد تراجع الآليات العسكرية من بلدة جباليا ومخيمها، وبلدة بيت لاهيا المجاورة شمالا.
وعلى مدار20 يومًا، عاث جيش الاحتلال تخريبًا وتدميرًا في مخيم جباليا، مستخدمًا سياسة الأرض المحروقة، ما تسبب في استشهاد وجرح المئات، ونزوح قسري لنحو 200 ألف مواطن، وتدمير مربعات سكنية كاملة، وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية، وبدا المشهد من هوله وكأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة، بحرًا وبرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر الماضي، مخلفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ودمارًا هائلًا في البنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية، فضلًا عمّا سببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، نتيجة وقف إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.