الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"رفعت عيني للسما" مثالا.. السينما المستقلة تبحث عن "عين ذهبية" تدعمها للعالمية

  • مشاركة :
post-title
فيلم رفعت عيني للسما

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

لم يكن فوز فيلم "رفعت عيني للسما" إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، بجائزة العين الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي، بجديد على السينما المصرية، خصوصًا أنه ليس الفيلم المصري الأول الذي يفوز بهذه الجائزة، إذ شهد الجيل الجديد من سينمائيي مصر نجاحات بارزة في المحافل الدولية، والأمثلة كثيرة، لعل أبرزها الفيلم المصري القصير "ستاشر" للمخرج سامح علاء، الذي حاز على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان فى دورته الـ73، بعد منافسة 11 فيلمًا قصيرًا.

كذلك الفيلم القصير "توك توك" للمخرج محمد خضر، الحاصل على جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان "بان أفريكان" بلوس أنجلوس، كما نافس فيلم"يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان بدورته الـ71، ورحلة تلك الأعمال البارزة في المحافل الدولية لم تتوقف عند "كان"، بل شاركوا في مهرجانات مختلفة وحققوا إنجازات تحسب لهم.

ومن المتوقع لفيلم "رفعت عيني للسما" أن يخوض تلك الرحلة مع المحافل الدولية ويحصد المزيد من الجوائز، ليصبح هناك تساؤل حول أهمية دعم صنّاع السينما المستقلة بحثًا عن المزيد من النجاحات في المحافل السينمائية الدولية، لا سيما أن ما يحققه هؤلاء الشباب أمر مهم للغاية، في ظل صعوبة الحصول على تمويل للأفلام المستقلة، لكنهم في النهاية يتحملون عبء هذه المهمة ليسيروا وراء أحلامهم، فإذا كان لدينا تلك المواهب القادرة على إبراز اسم مصر عالميًا، لما لا ننافس على جائزة الأوسكار التي رشحت لها العديد من الأفلام المصرية ولم تصل للقائمة القصيرة لأفضل فيلم أجنبي.

لغة سينمائية جديدة

"الدعم الوطني للأفلام"، هكذا علّق الناقد المصري طارق الشناوي لموقع "القاهرة الإخبارية"، إذ قال: "يجب أن يكون هناك عين مبصرة تلاحظ موهبة الجيل الجديد من المخرجين الشباب تحديدًا، فهم لديهم إرادة للنجاح، ووعي لما يقدمونه، كما يمتلكون القدرة على هضم اللغة السينمائية الجديدة".

وحرص "الشناوي" على إبداء ملاحظة مهمة توضيحًا لحديثه قائلًا: "هناك الكثيرون من صنّاع السينما يعتقدون أنهم يصنعون أفلامًا، ويذهبون إلى مهرجانات لكنها تعود بلا شيء، وهذا ناتج عن إتباعهم اللغة القديمة في السينما، ومن المستحيل أن يحققوا شيئًا، لذلك يجب على المخرجين أن يكونوا على درجة كبيرة من الإطلاع، وأن يفكروا خارج الصندوق".

ودعا "الشناوي" لضرورة وجود دعم من الدولة للأفلام قائلًا: "كان لدينا دعم للأفلام قديمًا من الدولة لكنه توقف، وأطالب بعودته مرة أخرى لمن يستحق، حيث يجب ألا نغلق باب هذا الدعم لأنه مهم".

دعم وطني

أيد الناقد المصري أحمد شوقي ما قاله "الشناوي" بخصوص دعم الدولة للأفلام، وقال لموقع "القاهرة الإخبارية": "حينما أسافر إلى أي مهرجان بالعالم يتعجب البعض من عدم وجود مصدر دعم وطني للأفلام، فمن الضروري أن يجد شباب السينمائيين مكانًا لدعم أعمالهم، خصوصًا أن أغلب الدول أصبحت تتجه لهذا حتى ولو كانت فقيرة منها شرق أوروبا، والمجر وغيرها".

وتابع: "دور هذا الدعم ليس الإنتاج الكامل، لكن المهم مساعدة تلك الأفلام على الخروج إلى النور، وحدث ذلك في مصر لمرة واحدة ثم تم إلغائه، ولا أعرف لماذا؟.. لكنني أؤكد أن وجوده سيسهّل على صنّاع الأفلام المستقلين أن يوجدوا بأفلامهم في المحافل الدولية، بدلًا من تمويلها من أماكن أخرى".

توزيع جيد

فيما يرى الناقد المصري عصام زكريا أن هناك فجوة هائلة بين الصناعة السائدة والسينما الفنية، إذ يقول: "في وقت من الأوقات المخرج يوسف شاهين وغيره من المخرجين في هذا الجيل كانوا جزءًا من صناعة السينما واستطاعوا تحقيق المعادلة، وبعد فترة من المجاهدة استطاع محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة ورأفت الميهي أن يكونوا جزءًا أساسيًا من صناعة السينما في مصر".

وتابع: "لدينا سينما مستقلة لكنها ليست جزءًا من الصناعة، ولا تُعرض على نطاق واسع، ولا يأخذ أصحابها الفرصة بأن يقدموا أعمالًا تحقق المعادلة؛ لأن من يدخل في هذه المعادلة حاليًا، يُخرج أفلامًا هجينة بين السينما الفنية والتجارية ولا يقدم في الأغلب شيئًا جيدًا، فحتى الآن لم ينجح الجيل الجديد في تقديم عمل فني ينجح في السوق التجارية".

ويوضح "زكريا" أن الأفلام التي تشارك في المهرجانات تحتاج إلى مشوار كبير للحصول على التمويل المطلوب من مؤسسات عربية وعالمية، وهناك من ينجح في أن يجد التمويل ومنصات الدعم، وآخرون لا، ليظل السؤال بالنسبة لي.. ماذا بعد؟.. فتلك الأفلام يجب أن تجد موزعًا قادرًا على تقديم  دعاية كبيرة تعبّر عن العمل وتجذب الجمهور، وهذا لا يحدث.

وأشار إلى المنصات التي تحصل على تلك النوعية من الأفلام: "هذا أمر جيد، لكن مطلوب أن يكون هناك دعم أكبر، وأن تُعرض تلك الأفلام على منصات داخل البلد بدعاية مكثفة لنضمن وصولها إلى جمهورها ونشجع الجهات المانحة أن تستمر، ويهيئ الجمهور تدريجيًا لتلك النوعية من الأفلام".