أكثر من سبعين عامًا من البذل والعطاء أثرى فيها الفنان القدير حسن يوسف الساحة الفنية، فكان نجم الشاشة لسنوات طويلة متصدرًا الملصقات الدعائية (الأفيشات) للأفلام، حتى إن التلفزيون كان له نصيب من بصمته، فكان أشهرها مسلسل "إمام الدعاة" عن سيرة الإمام محمد متولي الشعراوي، فأبدع في تجسيد مسيرة الشيخ الجليل، وأثر في الكثير من الأجيال بهذا العمل الملهم، فواصل إبداعه رغم تقدمه في العمر رافضًا تركه طوال السنوات الماضية، حتى تفاجأ الجميع بابتعاده تمامًا عن الأضواء.
أيام ثقال تعيشها أسرة الفنان حسن يوسف، الذي أتم التسعين عامًا الشهر الماضي- بعد وفاة نجله عبد الله غرقًا، إذ خيّم الحزن على العائلة لفراقه منذ أقل من عام، واتخذ حسن يوسف قرارًا بالابتعاد عن الساحة الفنية، وأكدت الفنانة المعتزلة شمس البارودي لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن زوجها اعتزل الفن نهائيًا، وأنه لن يتراجع عن قراره أبدًا، إثر إصابته بنوبة حزن لوفاة الابن الأصغر " عبد الله"، مشيرة إلى أن رحيله سبب صدمة كبيرة لكل أفراد الأسرة.
وأضافت: "حسن حزين جدًا وأصبح زاهدًا في الحياة بعد وفاة ابننا فجأة، ولكنه مؤمن بقضاء الله وقدره، إلا أن طعم الفراق مرير وهو لا يقوى على تجاوز هذه الفترة".
وأوضحت "البارودي" أنه يعرض عليه الكثير من الأعمال والسيناريوهات ولكنه يعتذر عنها، حتى إن الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية جاء إلى البيت، وحاول إثنائه عن قراره لكنه اعتذر أيضًا، فهو يتذكر كل تفاصيل ومواقف ابننا، ومتعلق كثيرًا به وبكل أبنائه، ولذلك يحرص أبنائي عمر وناريمان ومحمود ألا يتركونا، وهم موجودون معنا أغلب الوقت لتخفيف آثار هذا المصاب الأليم عنا.
منذ أيام قليلة تزامن عيد ميلاد فقيدهم عبد الله، الموافق 20 مايو لتحيي الأسرة هذه المناسبة بختمة قرآن والدعاء له، بحسب ما أكدت البارودي.
رغم فجاعة الموقف على أسرة يوسف والبارودي ولكن بداخلهم إيمان كامل بأن نجلهم في مكان أفضل، وقالت "شمس": "أنا مطمئنة على ابني لأنه بين يدي الرحمن الرحيم، ونرى له الكثير من الرؤى الطيبة التي تثلج صدورنا وتبشرنا بأنه في مكان أفضل، فهو كان محبًا لأداء مناسبك العمرة معنا بشكل متكرر".