الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط عمليات البحث.. أعداء طهران مشغولون بـ "ما بعد رئيسي"

  • مشاركة :
post-title
المروحية التي كان يستقلها رئيسي من طراز Bill 412

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

رغم استمرار عمليات البحث، وعدم إعلان السُلطات الإيرانية رسميًا وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، إثر حادث سقوط المروحية التي كان يستقلها؛ سارعت وسائل الإعلام في الدول التي تناصب طهران العداء إلى القفز سريعًا لمناقشة سيناريوهات "ما بعد رئيسي".

وبينما تعمل السُلطات الإيرانية، على الوصول إلى موقع تحطم طائرة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، حيث أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أنه تم تقييم صور المُسيرة التركية "أكينجي" التي تمكنت من تحديد "مصدر الحرارة المشتبه بها من حطام المروحية"؛ ونقلت وكالة "تسنيم" عن مسؤولين أن الحرس الثوري ووزارة الداخلية يقومون بتصميم خرائط جديدة للوصول بسرعة إلى موقع الحادث، أشار جويل روبين، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون مجلس النواب، خلال إدارة أوباما، لمجلة "نيوزويك"، أن احتمال مقتل الرئيس رئيسي والوفد المرافق له في حادث الهليكوبتر "سيكون له تداعيات كبيرة داخل إيران وفي الخارج".

من الخليفة؟

في مقاله "من المستفيد من وفاة إبراهيم رئيسي؟" المنشور في موقع "أتلانتيك"، زعم الكاتب الإيراني آراش عزيزي، أن وفاة الرئيس الإيراني مؤكدة "أخبرني مصدر مقرب من الرئاسة في طهران أنه تم تأكيد وفاة رئيسي، وأن السُلطات تبحث عن طريقة لنقل الأخبار دون التسبب في الفوضى"؛ لافتًا إلى أن "وفاة رئيسي من شأنها أن تغير ميزان القوى بين الفصائل داخل الجمهورية الإسلامية".

ونقل آراش عن مسؤول إيراني -لم يقم بتسميته- ترجيحه أن يتم اختيار رئيس البرلماني الإيراني محمد باقر قاليباف، لرئاسة إيران، مشيرًا إلى أن طموحه في تولي الرئاسة "ليس جديدًا على أحد"، خاصة وأنه قد ترشح للرئاسة عدة مرات، بدءًا من عام 2005.

وكان قاليباف، الذي كان تكنوقراطيًا أكثر من كونه إيديولوجيًا، قائدًا في الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية. لذا، من المرجح أن يحظى ببعض الدعم على الأقل من داخل صفوف الحرس الثوري.

وكتب آراش: "أخبرني مسؤول مقرب من الرئيس السابق روحاني أن مشكلة قاليباف هي أنه يريد ذلك أكثر من اللازم. يعلم الجميع أنه سيفعل أي شيء من أجل السلطة".

أمّا مجلة "نيوزويك"، فقد تناولت اثنين من التحديات تناولهما الكاتب تريتا بارسي، الذي يركز على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، قد يواجه النظام الإيراني أحدهما إذا لم ينج رئيسي من الحادث.

وقال بارسي: "التحدي الأول هو أن يتولى نائب الرئيس السلطة، لكن سيتعين عليهم إجراء انتخابات جديدة في غضون 50 يومًا. وسيكون ذلك صعبًا للغاية بالنسبة لهم؛ لأن النظام لا يحظى بشعبية كبيرة وقد شهدنا نسبة إقبال منخفضة قياسية في الانتخابات البرلمانية".

وأضاف: "بالنسبة لهم -النظام الإيراني- فإن حشد الناس في البلاد لإجراء الانتخابات، وهو أمر مهم من وجهة نظرهم إلى حد ما، سيكون ذلك أمرًا صعبًا، وصراعًا شديدًا على السلطة حول من سيكون الرئيس القادم".

أمّا التحدي الثاني، فسيكون التكهنات حول ما إذا كان الخطأ عاملًا في الحادث "حتى لو كان هذا مجرد حادث مشروع تمامًا، فإن المخاطر العالية، التوترات بين إيران وإسرائيل، وانعدام الثقة، بطبيعة الحال، لدى السكان في النظام ووسائل الإعلام سوف يغذي التكهنات بأن هذا كان عملًا شريرًا، وأن له علاقة بخلافة من سيتولى السلطة".

تحدي الاستقرار

تنقل صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن أوري جولدبرج، الباحث في جامعة رايخمان أن "الخسارة المفاجئة للرئيس الإيراني من شأنها أن تخلق فراغًا في السلطة ستبدأ شخصيات بارزة في المناورة للاستفادة منه".

وقال: "لا يوجد نقص في المسؤولين الأقوياء الذين كانوا ينتظرون فرصة كهذه للارتقاء إلى أعلى هيكل سلطة النظام، والصدمة المفاجئة مثل وفاة الرئيس الإيراني من شأنها أن تقدم نفسها كاختبار لخامنئي".

وأضاف المحلل الإسرائيلي: "عليه -المرشد الأعلى لإيران- أن يُظهر أنه قادر على قيادة البلاد خلال هذه الفترة الانتقالية".

ولفت إلى أن رئيسي كان يُنظر إليه على أنه المرشح المحتمل لخلافة المرشد الأعلى خامنئي -85 عامًا- حيث "تمتع بخبرة هائلة، فهو رجل دين ورئيس قضاة سابق ورئيس سابق لمؤسسة ضخمة، بالإضافة إلى كونه رئيسًا".

وأشار مايكل ماكوفسكي، الرئيس التنفيذي للمعهد اليهودي للسياسة الخارجية، إلى أن رئيسي "إذا مات أو أصبح عاجزًا، فيمكن للبلاد أن تكون أكثر انشغالًا ذاتيًا، ومنغمسة في السياسة الداخلية".

وقال جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية" إن "إخراجه من الملعب أو إصابته بالعجز أو الموت -يقصد رئيسي- يمثل صدمة حقيقية لسياسة النظام".

وأوضح أن "فقدان اثنين من كبار المسؤولين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر قد يجعل النظام يبدو ضعيفًا وغير كفء. ولكن إذا تمكن خامنئي من تحقيق انتقال سلس، فإن الجمهورية الإسلامية سوف تظهر قدرًا من الاستقرار في وقت صعب".