الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اجتماع حاسم أم محاولة فاشلة.. هل تنجح أوروبا في تسقيف سعر الغاز الروسي؟

  • مشاركة :
post-title
إحدى محطات تصدير الغاز الروسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

بعد شهور من محاولات الاتحاد الأوروبي، التوصل إلى اتفاق بشأن وضع حد أقصي لسعر بيع الغاز الروسي، يجتمع وزراء الطاقة بالتكتل الأوروبي في بروكسل، اليوم الإثنين، للاتفاق على تحديد سقف لأسعار الغاز.  

وتوقع خبراء في الشأن الاقتصادي في حديثهم لـقناة "القاهرة الإخبارية" فشل التوصل إلى وضع سقف لسعر الغاز الروسي، وأكدوا أن تسقيف البترول والغاز لا يخضع لمفاوضات داخلية، كما أن هناك عقبات تواجه دول الاتحاد الأوروبي خصوصًا بعد استهداف خطي الغاز "نورد ستريم 1 و2". 

عقبات تواجه أوروبا

 قال الدكتور أحمد ياسين،أستاذ الاقتصاد السياسي، إن أهم العقبات التي تواجه أوروبا في التوصل إلى تحديد سقف لسعر الغاز، هو أن قطاع الطاقة فقّد عامل الأمان بعد الأعمال التخريبية التي استهدفت خطي "نوردستريم1 و2"، حيث إن الغاز الروسي كان يعبر خلالهما بتكلفة رخيصة.

وأوضح "ياسين" أن القارة الأوروبية الآن تعتمد على الغاز المسال غير القادر على منح أي درجة من الآمان والاستقرار للقارة العجوز، بسبب تذبذب أسعاره، لذلك من الصعب التوصل إلى سقف لأن أسعار الغاز على المدى البعيد تأخذ مسارًا تصاعديًا. 

 وأشار إلى أن التقرير الصادر من الوكالة الدولية، أكد أن الأسواق الأوروبية ستفتقر لـ30 مليار متر مكعب من الغاز مع بداية العام المقبل، وأن كل الجهود التي بُذلت ذهبت هباءً. 

وتابع: "التقرير كشف بأن الدول الأوروبية تدفع الآن ما يزيد عن 5 أضعاف، ما كانت تدفعه للغاز الطبيعي الروسي، فضلًا عن الاختلافات الجذرية في الاقتصاد بين دول أوروبا".

جدوى القرار 

وفي السياق ذاته، توقع الدكتور عبدالرحمن عيّة، الخبير الاقتصادي الجزائري، فشل وزراء طاقة الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق لتحديد سقف لسعر الغاز الروسي، لأن تسقيف البترول والغاز لا يخضع لمفاوضات داخلية من طرف واحد. 

وأوضح أن الطاقات المرتبطة بـ"الغاز" لديها منتج ومستهلك تخضع للعرض والطلب بناءً على أساس اقتصادي ومستويات النمو والتغيرات الجيوسياسية الحالية، وأشار إلى أنه ليس من المنطق أن تجتمع دول الاتحاد الأوروبي لتحديد سقف للغاز، لكن الدخول في مفاوضات مع روسيا. 

وطالب دول أوروبا بضرورة تركيز البحث عن حلول دبلوماسية بدلًا عن تحديد سقف للغاز، والابتعاد عن فكرة كل طرفٍ يغرّدْ في سربه، وذكر أن جميع الدول الأوروبية لا تستطيع أن تؤمن نفسها من البترول والغاز. 

خلافات أوروبية

ومن جهته، قال سلامة عطا الله، مراسل "القاهرة الإخبارية" من بروكسل، إن هناك توجه بخفض سعر سقف الغاز، وأشار إلى أنه المفوضية الأوروبية اقترحت في وقت سابق بأن يكون سقف سعر الغاز 275 يورو للميجاوات في الساعة، إلا أن المقترح قوبل بالكثير من الانتقادات، واتهم وزراء الطاقة المفوضية بأنها تنحاز إلى الموقف الألماني. 

وأوضح "سلامة" أن سفراء الدول الأوروبية وزعٌت عليهم، أمس، مسودة تضمنت مقترحًا جديدًا بشأن سعر الغاز هو "188 يورو"، وتفعيل هذه الآلية إذا استمرت لمدة 3 أيام متواصلة. 

وذكر مراسل "القاهرة الإخبارية" أن هناك دول متشككة منذ بداية تحديد سقف للغاز على رأسها ألمانيا، والتي وصفت التدخل في تحديد السعر بأنه سيسبب خللًا ويُسهم فى تنفير المنتجين والموردين، وأنه يذهب إلى أسواق آسيوية، مؤكدًا أنها تخشى على صناعتها.