تحركت وزارة العدل الأمريكية لإعادة تصنيف الماريجوانا كمخدرات أقل خطورة، في خطوة وصفتها مجلة "فوربس" الأمريكية بأنها "تاريخية"، يمكن أن تمهد الطريق لتوسع كبير في الاستخدام الطبي.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إعادة تصنيف الماريجوانا، في مقطع فيديو يوم الخميس، قائلًا: "ربما انقلبت حياة الكثيرين رأسًا على عقب بسبب نهجنا الفاشل في التعامل مع الماريجوانا"، مضيفًا أن الاقتراح يمثل "خطوة مهمة نحو عكس أوجه عدم المساواة التي طال أمدها".
إعادة تصنيف الماريجوانا
وبموجب هذه الخطوة، سيتم إعادة تصنيف الماريجوانا من مخدرات الجدول الأول، وفقًا لوكالة مكافحة المخدرات -التي تجمعها جنبًا إلى جنب مع المخدرات مثل الهيروين وعقار إل إس دي والإكستاسي- إلى مخدرات الجدول الثالث، بموجب قانون المواد الخاضعة للرقابة الفيدرالي.
ولا يزال الاقتراح بحاجة إلى موافقة نهائية من إدارة مكافحة المخدرات قبل أن يتمكن من المضي قدمًا، بينما تؤدي خطوة إعادة التصنيف إلى فترة تعليق عام مدتها 60 يومًا قبل الموافقة الرسمية أو الرفض.
فوائد طبية
إذا تمت الموافقة عليها، فستعترف الحكومة الفيدرالية لأول مرة بأن للماريجوانا فوائد طبية محتملة منذ تصنيفها ضمن أدوية الجدول الأول في عام 1970، ما يفتح الباب لمزيد من الدراسات، على الرغم من أنها لم تصل إلى حد التجريم، وهي خطوة يفضلها العديد من الديمقراطيين.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن هذه الخطوة ستُبقي أيضًا الماريجوانا كمادة خاضعة للرقابة وتنظمها إدارة مكافحة المخدرات، ما يعني أنه سيُطلب من مستوصفات القنب التسجيل لدى إدارة مكافحة المخدرات، وهو ما يقول النقاد إنه قد يثقل كاهل الوكالة الفيدرالية.
ونقلت شبكة "سي بي إس نيوز" عن العديد من المسؤولين السابقين في إدارة مكافحة المخدرات، قولهم "إن إعادة التصنيف يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية محتملة وتجذب المستخدمين إلى أدوية أكثر خطورة".
مخاطر صحية
ووجدت العديد من الدراسات الحديثة أيضًا مخاطر صحية مرتبطة بالماريجوانا، بما في ذلك دراسة أجريت عام 2022، والتي وجدت أن البالغين الذين استخدموا نبات "الحشيش" المخدر لديهم فرصة أكبر لدخول المستشفى مقارنة بغير المستخدمين، وفق "فوربس".
ووجدت دراسة نشرت عام 2022 في JAMA Network Open أن التدخين من نبات البونج يزيد "بشكل كبير" من مستويات الجسيمات الدقيقة المرتبطة بالسرطان والنوبات القلبية، بينما كشفت دراسة عام 2023 في طب الأطفال عن ارتفاع حاد في عدد الأطفال الذين يستهلكون نبات "الحشيش" المخدر.
أقل ضررًا
ومع ذلك، ذكرت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية أن الماريجوانا أقل ضررًا من أدوية الجدول الأول الأخرى، في حين وجدت الدراسات وجود علاقة بين استخدام الماريجوانا وانخفاض خطر التدهور المعرفي، وتحسين الشهية ونوعية النوم، فضلًا عن انخفاض القلق.
وذكرت وزارة العدل الأمريكية، "إن المدعي العام قدم قاعدة مقترحة إلى السجل الفيدرالي تطلق العملية الرسمية للنظر في إعادة تصنيف الماريجوانا بموجب قانون المواد الخاضعة للرقابة"، وفق "أكسيوس".
وتتمتع أدوية الجدول الثالث "باحتمالية متوسطة إلى منخفضة للاعتماد الجسدي والنفسي"، والتي تشمل تايلينول مع الكوديين والكيتامين والمنشطات الابتنائية والتستوستيرون.