قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن القمة العربية تعقد في ظروف استثنائية، فالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كل ما ينطوي عليه من وحشية وتجرد من الضمير يمثل حدثًا تاريخيًا فارقًا، مشيرًا إلى أن الشعوب العربية لا تنسى العنف الأعمى الذي أظهره الاحتلال الإسرائيلي وهو يستهدف الأطفال والنساء ويطارد المهجرين والمشردين من ملاذ لآخر بالقنابل والرصاص.
وأضاف "أبو الغيط" خلال كلمته، اليوم الخميس، أمام القمة العربية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القادة والتي تعقد بالعاصمة البحرينية "المنامة"، أن العالم سار كله مدركًا لحقيقة باتت ساطعة هو أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان، فالاحتلال لا يمكنه الاستدامة سوى بممارسة التطهير العرقي وبالإمعان في فرض واقعه الغاشم عن طريق السلاح، أما طريق السلام والاستقرار في هذا الإقليم يقضي منهجًا مختلفًا يقتضي تخلي الاحتلال الإسرائيلي عن أوهام الاحتفاظ بالأرض والسيطرة على البشر ويقتضي الإنهاء الفوري للاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
وأوضح، أن ما رأيناه من الاحتلال خلال الشهور الماضية يشير إلى أن الأوهام ما زالت تحكم التفكير وأن تصورات القوة والهيمنة العرقية لا زالت تسيطر على السياسات، مؤكدًا أن الدول الغربية قدمت غطاءً سياسيًا منذ بداية العدوان لكي تمارس إسرائيل هذا الإجرام في قطاع غزة.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية أن النكبة التاريخية لا تمحو الفلسطينيين من الوجود، مضيفًا أن التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض عربيًا ودوليًا، ومرفوض أخلاقيًا وإنسانيًا وقانونيًا ولن يمر.
وطالب أبو الغيط، المجتمع الدولي بما فيه أصدقاء إسرائيل بل بالأخص أصدقاء إسرائيل بعقد مؤتمر دولي للسلام يجسد رؤية حل الدولتين التي تحظى بالإجماع العالمي وبالعمل على مساعدة الطرفين ومرافقتهما لتحقيق هذه الرؤية في أجل زمني قريب ومضبوط ومحكوم.
وشدد على أن أزمات المنطقة العربية ما زالت مفتوحة والكثير من الجراح لم يلتئم، فالجرح في السودان غائر وخطير لأنه يهدد حياة الدولة ووحدة مؤسسات وحدتها الوطنية ويهدد حياة الملايين من الناس، داعيًا الجميع إلى إسكات صوت البنادق فورًا صونًا لحرمة الدم السوداني الغالي ولوحدة الوطن المهدد بالانقسام ومن أجل الجيران أيضًا.
وأشار أبو الغيط إلى أن في اليمن وليبيا وسوريا أزمات أنهكت الدول والشعوب، أزمات مجمدة تنتظر حلولًا وتسويات تستعيد الأوضاع الطبيعية التي تتطلع إليها الشعوب في هذه الدول.
وانطلقت منذ قليل، أعمال القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، اليوم الخميس، بالعاصمة البحرينية المنامة، برئاسة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وبحضور القادة العرب والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من الضيوف الأجانب منهم: الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف.