ترسم الصين وتايوان فصلًا جديدًا من التوتر في شرق آسيا، بعد رسالة قوية من قِبل بكين بإرسال 45 طائرة مقاتلة إلى تايوان، التي دائمًا ما تدعي الصين تبعيتها لها في نزاع تاريخي، تتجدد فصوله عامًا بعد الآخر.
وتهدد الصين بانتظام من خلال جيشها تايوان، وعلى مدار يوم واحد اخترقت المزيد من الطائرات المقاتلة منطقة الدفاع الجوي التايوانية، وقد يكون لاستعراض القوة علاقة بحدث سياسي في الدولة المجاورة، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وقبل أيام قليلة من تنصيب رئيس تايوان الجديد لاي تشينج تي، أرسلت الصين أكثر من 40 طائرة مقاتلة نحو جمهورية الجزيرة الواقعة في شرق آسيا.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، صباح اليوم الأربعاء، إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، تم تسجيل 45 طائرة بالقرب من الجزيرة، وهو أكبر عدد من الطائرات المقاتلة حتى الآن هذا العام، بعد أن تم تسجيل الرقم القياسي السابق البالغ 36 طائرة في مارس الماضي.
وترسل الصين طائرات عسكرية إلى تايوان كل يوم تقريبًا، وبحسب وزارة الدفاع في تايبية، حلّقت 26 طائرة هذه المرة فوق الخط المتوسط في المضيق بين تايوان والصين (مضيق تايوان) ودخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية شمال وجنوب غرب الجزيرة، واكتشفت السلطات أيضًا ست سفن حربية صينية حول الجزيرة.
ولا يوجد سبب رسمي لزيادة عدد الطائرات العسكرية الصينية، لكن التوقعات تشير إلى قرب تنصيب رئيس تايوان الجديد "لاي"، الاثنين المقبل، بعد أن فاز في الانتخابات التي جرت في يناير الماضي عن الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في بكين.
ويعتبر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم تايوان جزءا من أراضيه ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي بالانفصال، وتُظهر بكين قوتها العسكرية بانتظام في مضيق تايوان وتهدد بالغزو.
وتعمل تايوان على تسليح نفسها، وتمتلك البلاد الآن ما لا يقل عن ستة أنواع مختلفة من صواريخ كروز، بما في ذلك الأسلحة البرية والبحرية، ما يشير إلى أن تايوان تستعد أيضًا لمواجهة عسكرية محتملة، وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة 345 مليون دولار كمساعدات عسكرية لتايوان، تتمثل في حزم من السلع والخدمات الدفاعية لوزارة الدفاع، إضافة إلى تعليم وتدريب العسكريين لدعم تايوان.
وتقع جزيرة تايوان في شرق آسيا على بُعد نحو 130 كيلومترًا من البر الرئيسي الصيني، وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة سويسرا، وفي القرن الـ17 كانت تايوان جزئيًا مستعمرة إسبانية وهولندية، وبعد ذلك بقليل أصبحت إمبراطورية نصبت نفسها لجنرال صيني متمرد لوقت قصير.
بعد نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى في عام 1895، انتقلت الجزيرة، التي كانت تسمى آنذاك فورموزا، إلى القوة المنتصرة لليابان، واحتج السكان وأسسوا تايوان، بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، سقطت الجزيرة في يد الصين عام 1945.
انتهت الحرب الأهلية الصينية في الأول من أكتوبر عام 1949، أعلن ماو تسي تونج، الثوري الشيوعي، جمهورية الصين الشعبية، ومن ذلك الوقت حكمت تايوان نفسها.