الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحمد الطاهري: موقف مصر من القضية الفلسطينية واضح أمام العالم

  • مشاركة :
post-title
الكاتب الصحفي أحمد الطاهري خلال لقائه مع موفدة "القاهرة الإخبارية" إلى البحرين أمل الحناوي

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

قال الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة "روزاليوسف"، إن مجريات الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب بالبحرين، حتى الآن تُشير إلى أن تلك القمة سوف يتم البناء عليها فيما هو قادم، وما يخص الأمن الإقليمي العربي، ربما تكون بداية مسار جديد في العمل العربي المشترك في المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية، وظهر هذا بوضوح خلال كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مستخدمًا توصيفات قانونية دقيقة للغاية.

وأضاف "الطاهري"، خلال مقابلة خاصة مع موفدة "القاهرة الإخبارية" إلى المنامة، أمل الحناوي، اليوم الثلاثاء، "خلال كلمة أمين عام جامعة الدول العربية استوقفتني عدة أمور، أولها ما يحدث في قطاع غزة، وأنها ليست مجرد حرب، وليس مجرد انتقام أسود، كما أسماه، ولكننا أمام عملية تطهير عرقي وتدمير كامل لمجتمع بمواطنيه ومؤسساته بشكل يستحيل معه عودة الحياة لهذا المجتمع من جديد"، فهي كما وصفها "أبو الغيط" تتوافر لها الأبعاد الكاملة للجريمة مُستخدمًا مصطلح "جريمة مكتملة الأركان".

وأشار "الطاهري" إلى أن الأمر الثاني خلال كلمة أمين عام الجامعة العربية -وهي إشارة جديرة بالانتباه- المسار الذي ألمحت إليه هذه الكلمة، بعودة الأمور إلى نصابها في مسار التفاوض وفق المرجعيات الدولية على حدود ما قبل يونيو 1967م، وأن بداية الطريق لهذا بمؤتمر دولي يعيد الأمور لنصابها الحقيقي، ويتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، لأن المجتمع الدولي وإن كان قد أنصف القضية الفلسطينية في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يقم بدوره في حسم هذا الأمر.

ولفت، إلى أن هناك قضايا عديدة فرضت نفسها على اجتماع الوزراء العرب، منها الوضع في السودان وليبيا واليمن، وللمفارقة أن كل الملفات المطروحة بقوة على القمة العربية هي تُشكل بالأساس ملفات أمن قومي مصري؛ لأنها دول جوار مباشر لمصر، فهذه القمة وإن كانت الأطروحات جديرة بالنقاش فيها وتفرض نفسها بهذا الشكل، فهي كذلك تشكل أولوية خاصة للغاية بالنسبة لمصر، وأظن أن ذلك ينعكس بقوة على المشاركة المصرية في القمة العربية، وبعض الأمور ستكون مصر حريصة على أن تضمنها في البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة، وكذلك في كلمة مصر أمام القمة.

وأوضح "الطاهري"، أن مصر مارست ما يمكن تسميته "بقوة الحكمة"، منذ انفجار هذا المشهد في 7 أكتوبر، وتصدت لعمليات التهجير القسري بكل قوة في الأراضي الفلسطينية، كما تصدت لفكرة التهجير للفلسطينيين إلى خارج فلسطين، أو حتى إلى داخل الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية واضح أمام العالم.

وتابع: معبر رفح ظل مفتوحًا على الدوام، وأُجبر الجانب الإسرائيلي، وبضغط دولي على مرور المساعدات ومضاعفتها، كما جاء الشعب المصري من خلال مؤسسات المجتمع المدني في صدارة من قدموا الدعم من كل دول العالم إلى أشقائهم في فلسطين.

وأشار إلى أن الشعب المصري قدم الغالي والنفيس، إذ قدم دمه إلى الأشقاء في فلسطين، كما أن المستشفيات في رفح والعريش مكتظة بالجرحى من أهلنا الفلسطينيين، وتعمل مؤسسات الدولة المصرية بالكامل منذ بداية هذا الصراع على وقف نزيف دماء الشعب الفلسطيني، وكبح جنون الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل، موضحًا أن مصر نجحت في قمة القاهرة في تحويل دفة المجتمع الدولي الذي بدأ يتعامل مع الأمر وكأن الأزمة انطلقت فقط منذ 7 أكتوبر الماضي، ونسوا ما قبل هذا التاريخ.

وأكد رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، "أن مصر نجحت في تغيير الكثير من البوصلة بالنسبة للموقف الأمريكي وجذبته للكثير من الاتزان بعد دعم مطلق -وما زال هذا الدعم موجودًا- تجاه الجانب الإسرائيلي، ولكنه تبدل عن ذي قبل، فالقاهرة عارضت بقوة عملية إسرائيل في رفح الفلسطينية ومثل هذه الممارسات، وفي الوقت نفسه تقوم بجهدٍ كبيرٍ في التفاوض مع الوسطاء، وكانت آخر جولة للتفاوض استضافتها مصر بالقاهرة، والتي ظلت المباحثات فيها حوالي 48 ساعة، ولكن القاهرة تريد فرض واقع لا يريده أطراف هذا الصراع، سواء كان الجانب الإسرائيلي أو حركة حماس، أن ينتهى هذا الصراع بشكل أو آخر"، مشيرًا إلى بداية مسار جديد في العمل العربي المشترك في المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية، وأن استمرار هذا الصراع يرجح اتساع رقعته.