مخاوف جدية بشأن التأثير على المدنيين في مدينة الفاشر السودانية، إذا انتقل القتال بين طرفي النزاع داخل المدينة السودانية التي تعد مركزًا إنسانيًا لولاية دارفور، حيث تستضيف عددًا كبيرًا من النازحين داخليًا، بما في ذلك مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من العنف العرقي على مدى السنوات العشرين الماضية.
وضع مأساوي للنازحين
تعد الوفيات والإصابات ليست التحدي الوحيد الذي يواجه هارون آدم هارون، الطبيب السوداني الوحيد الذي يعمل في مخيم أبو شوك. ولقي مئات الأشخاص حتفهم في الأشهر الأخيرة بسبب سوء التغذية الحاد.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال هارون: "حزين للغاية لأن الناس يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها ولا نستطيع أن نفعل أي شيء لهم. هناك نقص حاد في الأدوية والتمويل وفقد الناس كل مصادر الدخل".
وتعرضت النساء للإجهاض، ويتم تسجيل العشرات من حالات الإصابة بالملاريا بشكل يومي، فضلًا عن مرض تنفسي غريب اجتاح المخيم، ويشتبه في أنه مرتبط بالتلوث الناتج عن القتال.
يضم آلاف النازحين
يصل يوميًا إلى مخيم "أبو شوك" للنازحين على الطرف الشمالي من مدينة الفاشر في شمال ولاية دارفور، نحو سبعة أشخاص مصابين بجروح إثر الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
ومنذ أشهر، توجد قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي البداية، كانت المدينة محمية بسلام هش، إلا أنه شهر أبريل المنقضي شهد تصاعد أعمال العنف على مشارفها.
وفي الأسبوع الماضي، حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، من "مذبحة واسعة النطاق وكارثة فوق كارثة" إذا انتقلت قوات الدعم السريع إلى الفاشر.
وناشدت جماعات الإغاثة الدولية والحكومات الغربية قوات الدعم السريع عدم مهاجمة الفاشر، الحالية وعلى الرغم من أنها لم تصرح علنًا إلا أنه يبدو أن هذه النداءات تمت الاستجابة لها.
حذّر الخبراء من أن البلاد معرضة لخطر التفكك. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن السودان يشهد أزمة إنسانية ذات أبعاد أسطورية، مع تهديد المجاعة وتشريد أكثر من 8.7 مليون شخص.