صوت معارض بدا جليًّا لـ"مفترق الطرق" الذي تهّم حكومة اليابان بالعبور من خلاله بدخول العام الجديد 2023، بخطة دفاعية ضخمة تتخذ بها موقعًا لا يستهان به بعد أكبر ميزانيتين دفاعيتين في العالم، الولايات المتحدة والصين، وبها تبدو كأنها تحيد عن "طريق السلام" الذي سلكته منذ الحرب العالمية الثانية.
2 % من الناتج المحلي لتسلح اليابان
أعلن فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء، خططًا لزيادة الإنفاق الدفاعي في ميزانية بلاده العام المقبل، إلى مبلغ يعادل اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في غضون خمس سنوات، من واحد في المئة الآن.
القرار من شأنه أن يرفع ميزانية الدفاع السنوية لليابان إلى أكثر من 11 تريليون ين (ما يعادل 80.55 مليار دولار) من 5.4 تريليون ين، قيمة ميزانية الدفاع حاليًا، ما يمنح البلاد ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم بعد الولايات المتحدة والصين بمستوياتهما الحالية.
مفترق طرق
قال كيشيدا إن اليابان تقف عند "مفترق طرق تاريخي"، وإن زيادة الإنفاق العسكري من خلال تقليل التكاليف ورفع الضرائب، "ردًا على التحديات الأمنية العديدة التي نواجهها".
استطلاع: 65% يعارضون الخطة الدفاعية
أظهرت استطلاعات رأي، أجرتها وكالة كيودو اليابانية، أن غالبية شعب اليابان لا تدعم زيادة الضرائب لتمويل التوسع في الإنفاق العسكري.
وعارض نحو 65% من المشاركين في الاستطلاع زيادة الضرائب لتعزيز الإنفاق العسكري، بينما قال 87% إن تفسير رئيس وزراء الحكومة كيشيدا للحاجة إلى زيادة الضرائب، لم يكن كافيًا.
500 صاروخ توما هوك أمريكي بعيد المدى ضمن الخطة
أعلنت اليابان، يوم الجمعة، خطة إنفاق عسكري قيمتها 320 مليار دولار لشراء صواريخ، لتجهيز البلاد لأي صراع محتمل.
أفادت صحيفة "يوميوري" اليابانية، نقلًا عن مصادر حكومية يابانية وأمريكية، بأن طوكيو تعتزم شراء نحو 500 صاروخ مجنح من نوع "توماهوك" من الولايات المتحدة حتى عام 2027.
وجاهة الخطة تتلخص في الصين وكوريا الشمالية
أجّجت اختبارات الصواريخ في كوريا الشمالية الأخيرة باتجاه بحر اليابان، ومطالبة الصين بالسيادة على تايوان والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مخاوف طوكيو من اندلاع حرب عالمية.
عزا عضو بارز في الحزب الديمقراطي الحر الحاكم في اليابان كويتشي هاجيودا، قرار بلاده، رفع ميزانيتها الدفاعية، إلى الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري للصين، وتجارب الصواريخ الكورية الشمالية، التي وصل بعضها إلى داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
أضاف "هاجيودا"، خلال زيارة لجزيرة تايوان، قبل أسبوع، أن القدرات الدفاعية اليابانية ضرورية لحماية الأرواح والسلام، ويجب تطويرها على الفور، وليس خلال خمس سنوات.
قال هاجيودا، رئيس السياسة في الحزب الديمقراطي الحر ووزير الصناعة السابق، إنه منذ الحرب العالمية الثانية، انتهجت اليابان "طريق السلام"، ولن يتغير هذا المسار في المستقبل.
وأضاف "لكن مجرد النطق بكلمة سلام لا يكفي لحماية سلامنا".