واصلت أعداد كبيرة من الفلسطينيين النزوح من رفح الفلسطينية، مع توسيع جيش الاحتلال عدوانه على شرق ووسط المدينة، في مرحلة دموية جديدة من العدوان المستمر على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر.
وبدأ جيش الاحتلال اجتياح شرق رفح الفلسطينية، الاثنين الماضي، رغم التحذيرات الدولية، فيما دعا صباح أمس السبت، إلى تهجير سكان أحياء في قلب المدينة بشكل فوري لتوسيع العملية في المدينة.
وقرر جيش الاحتلال توسيع عدوانه ليشمل وسط مدينة رفح، بما فيها مخيم الشابورة ويبنا، ما أجبر عشرات الآلاف من النازحين والسكان على الرحيل.
ورصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية مشهد النزوح المأساوي من رفح الفلسطينية، إذ بدت الطرق المؤدية إلى خارج المدينة مزدحمة بطوابير طويلة من الصغار والكبار، المرضى والأصحاء، يركبون شاحنات صغيرة مكتظة وسيارات متهالكة، وعربات صغيرة وعربات تجر باليد، وسار كثيرون حاملين أمتعتهم تحت شمس الصيف الحارقة، وقد تم دفع بعضهم على الكراسي المتحركة أو حتى حملهم.
وذكرت الصحيفة، أن المزيد من الأشخاص يفرون من رفح الفلسطينية كل يوم، منذ أن أمر جيش الاحتلال بإخلاء الأحياء الشرقية قبل وقت قصير من الاستيلاء على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الثلاثاء الماضي.
وأمر جيش الاحتلال السكان بإخلاء وسط رفح الفلسطينية، في وقت مبكر من صباح أمس السبت، عبر منشورات ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال محللون إن هذا يشير إلى أن قوات الاحتلال ستتقدم إلى وسط رفح، اليوم الأحد، ومن المرجح أن تستمر عبر المدينة بأكملها، وفق الصحيفة.
ويبلغ العدد الإجمالي الآن أكثر من 280 ألف شخص، وفقًا لإحصاء مسؤولي الأمم المتحدة في المدينة، مع مغادرة نصفهم تقريبًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الأحد، إن نحو 300 ألف شخص فروا من رفح مع استمرار التهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين، مضيفة "لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه في قطاع غزة".
ورفض بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الضغوط الأمريكية لوقف هجوم واسع النطاق على رفح، ما دفع إدارة بايدن إلى وقف تسليم 3500 قنبلة لجيش الاحتلال، ومع ذلك، قال نتنياهو إن إسرائيل "ستقف بمفردها" وتقاتل "بأظافرها" إذا لزم الأمر.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، 7 أكتوبر الماضي، نزح نحو مليون شخص من أماكن أخرى في القطاع إلى رفح الفلسطينية، وقال مسؤولو الأمم المتحدة هناك، إن المدينة الآن "تفرغ من سكانها"، ومن المتوقع أن تغادر أعداد كبيرة أخرى اليوم الأحد، في واحدة من أكبر عمليات النزوح منذ عدة أشهر.
وقالت دينا زايد، 54 عامًا، التي تعيش في رفح الفلسطينية منذ 6 أشهر منذ فرارها من شمال غزة بعد وقت قصير من بدء الحرب: "نحن الآن في حالة من التوتر والقلق الشديدين. لا نعرف ماذا سيحدث لنا".
وأضافت: "نحن نسير نحو المجهول.. الجميع يشعر بنفس الشيء.. أيامنا المقبلة ستكون صعبة".
ولفتت "الجارديان" إلى وجود مخاوف جدية على أمن النازحين إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة"، التي حددها جيش الاحتلال في المواصي على الساحل، إذ قال عمال الإغاثة إن الظروف كانت مروعة بالفعل.
وقال محمد قحمان، 54 عامًا، إنه يشعر بالقلق إزاء الأوضاع في المواصي، وهو شريط ساحلي رملي مكتظ بمئات الآلاف من النازحين الذين تغلبوا على الإمدادات غير الكافية على الإطلاق من الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، والصرف الصحي بالكاد موجود، ما يؤدي إلى الانتشار السريع للأمراض.
وأضاف "قحمان" الذي يعيش في رفح الفلسطينية منذ يناير: "لا نعرف ماذا سنفعل. نحن الآن نجهز أمتعتنا للذهاب إلى المنطقة التي حددها جيش الاحتلال، التي من المفترض أن تكون منطقة آمنة وإنسانية، لكن هذا مجرد كذب".