كشفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عن قيام حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بضخ موارد إضافية إلى عشرات المقاعد التي يشغلها، والتي تعتبر معرضة للخطر في الانتخابات العامة المقبلة، بما في ذلك مقعد بأغلبية 17 ألف ناخب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه تم تصنيف ما يصل إلى 200 دائرة انتخابية يهيمن عليها نواب محافظون، على أنها ضعيفة وتستحق دعمًا إضافيًا من الحزب، بما في ذلك "ويستون سوبر مير" في سومرست، والتي يسيطر عليها منذ عام 2005 النائب المحافظ جون بنروز، الذي أعيد انتخابه في عام 2019 بأغلبية 17121 صوتًا.
وحسب الصحيفة، يدل هذا الدعم على أن حزب المحافظين يتخذ نهجًا أكثر دفاعية في التعامل مع الانتخابات مما تم الاعتراف به علنًا، وأن المقاعد الآمنة التي تتمتع بأغلبية كبيرة حتى الآن أصبحت في خطر.
ويتبع حزب المحافظين منذ فترة طويلة رسميًا استراتيجية انتخابية بنسبة 80:20، مع التركيز على الدفاع عن مقاعده الـ80 الأكثر هامشية والسعي للفوز بـ20 مقعدًا مستهدفًا من المعارضة.
لكن عدد الدوائر الانتخابية لحزب المحافظين التي تم تصنيفها على أنها ضعيفة وحصلت على دعم إضافي ارتفع من 80 إلى نحو 200 في الأشهر الأخيرة، وفقًا لما نقلته "ذا جارديان"، نقلًا عن مصدر كبير في الحزب، وهو ما يعني أن الحزب يوسع استراتيجيته الدفاعية لتشمل المقاعد التي تتمتع بأغلبية كبيرة تبلغ 15 ألف صوت أو أكثر.
ولم ينكر الحزب الرقم المستهدف (200 مقعد)، وقال متحدث باسم الحزب: "المحافظون وحدهم لديهم خطة لتحقيق أهداف البلاد، ولهذا السبب ندعم جميع نوابنا ومرشحينا في جميع أنحاء البلاد".
وشدد أحد مسؤولي الحزب على أن قائمة 80:20 كانت مرنة دائمًا، وقال إنه بالإضافة إلى المقاعد التي تحصل على المزيد من الموارد الدفاعية، تمت إضافة المزيد من المقاعد المستهدفة في إسكتلندا، حيث يعتقد حزب المحافظين أنه في أقوى موقف لهزيمة الحزب الوطني الاسكتلندي.
وشملت الموارد الإضافية الممنوحة للدوائر الانتخابية المحددة بموجب استراتيجية 80:20 مواد الحملة المطبوعة والدعم الرقمي.
وفي مؤتمر صحفي مع أعضاء البرلمان المحافظين العام الماضي، حذر منظم استطلاعات الرأي الأمريكي فرانك لونتز، من أن أولئك الذين لديهم أغلبية أقل من 15 ألف صوت معرضون لخطر فقدان مقاعدهم، ويتمتع نحو 180 نائبًا من حزب المحافظين بأغلبية أقل من هذا الحد.
ومن بين الوزراء الذين يتمتعون بأغلبية 15000 أو أقل، وزير العدل أليكس تشالك، والمستشار جيريمي هانت، وزعيمة مجلس العموم بيني موردونت، ووزير الدفاع جرانت شابس.
ونقلت "ذا جارديان" عن مصدر من حزب المحافظين مطلع على العمليات الداخلية للحزب، إنه في حين أن استراتيجية 80:20 كانت أداة مفيدة لجمع الأموال، فمن المرجح أن الحزب يتبع "استراتيجية دفاعية بنسبة 100٪".
وتجدر الإشارة إلى أن حزب المحافظين مُنيّ بخسائر فادحة في الانتخابات المحلية التي جرت في إنجلترا في وقت سابق من شهر مايو الجارى، حيث خسر الحزب 515 عضوًا في المجالس، وفقد السيطرة على 10 مجالس، وهُزم في انتخابات رئاسة بلدية ويست ميدلاندز ويورك وشمال يوركشاير.