الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ورطة" دعم الاحتلال .. بايدن محاصر بين دعوات الديمقراطيين وضغوط "أيباك"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جوب ايدن

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، اختبارًا جديدًا لتعامله مع الحرب الإسرائيلية على غزة، عندما تقدم إدارته، غدًا الأربعاء، تقريرًا إلى الكونجرس، حول ما إذا كان جيش الاحتلال يستخدم الأسلحة الأمريكية وفقًا للقانون الدولي، ويتعاون في توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الفلسطيني المُحاصر.

ويترقب المنتقدون الديمقراطيون لطريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع الحرب على غزة، التقرير الذي من المقرر أن تقدمه إدارته إلى الكونجرس، غدًا الأربعاء، حول ما إذا كان جيش الاحتلال يستخدم الأسلحة الأمريكية وفقًا للقانون الدولي، ويتعاون في توصيل المساعدات الإنسانية.

وذكر تحليل نشرته شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، أن بايدن لا يزال يواجه ضغوطًا للاستجابة لرؤية العديد من الديمقراطيين، أنه يتعين على الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، وهو الرأي الذي اعتنقه واحد فقط من كل 50 ديمقراطيًا في عام 2002.

الحرب فاقمت الانقسام الحزبي

وتظهر مجموعة من استطلاعات الرأي، التي أجريت هذا الربيع، كيف أدت الحرب على غزة إلى تفاقم هذا الانقسام الحزبي. وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة "كوينيبياك" وشبكة "سي بي إس/يوجوف" أنه في حين أن حوالي 55% من الجمهوريين يريدون أن ترسل الولايات المتحدة المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل، فإن حوالي ثلثي الديمقراطيين لم يفعلوا ذلك.

وقال ما يقرب من نصف الديمقراطيين، وما يزيد قليلًا عن خمس الجمهوريين في استطلاع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، إن على الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لوقف الرحب على غزة.

وفي حين أعربت أغلبية ضئيلة من الجمهوريين عن ثقتها في نتنياهو في استطلاع أجراه مركز "بيو" في أبريل، قال أكثر من 7 من كل 10 ديمقراطيين إنهم ليس لديهم ثقة كبيرة أو معدومة في رئيس حكومة الاحتلال "لفعل الشيء الصحيح". وفي استطلاع كوينيبياك، قال 5% فقط من الديمقراطيين، إن لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه نتنياهو؛ وكان الرقم أعلى بـ 11 مرة بين الجمهوريين.

ثلثا الشباب يعارضون إرسال أسلحة لإسرائيل

وقال واحد فقط من بين كل 12 شابًا في استطلاع "كوينيبياك" إن لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه نتنياهو، وأكثر من الثلثين يعارضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل. وبالمثل، في استطلاع بيو، قال حوالي ثلثي الشباب إنهم ينظرون إلى الحكومة الإسرائيلية بشكل سلبي.

وقد أظهر استطلاع "جالوب" الأخير، أنه في حين أن كبار السن ما زالوا يفضلون إسرائيل في الغالب، فإن عددًا كبيرًا من البالغين الأصغر سنًا يعبرون الآن عن تعاطفهم مع الفلسطينيين.

ولم تؤد هذه التحولات في المواقف داخل التحالف الديمقراطي إلا إلى تغيير طفيف في سلوك كبار المسؤولين المنتخبين في الحزب. في نهاية المطاف، صوت 37 عضوًا ديمقراطيًا فقط في مجلس النواب ضد حزمة المساعدات الخارجية التي تمت الموافقة عليها أخيرًا، والتي تضمنت أكثر من 26 مليار دولار من المساعدات العسكرية الجديدة لإسرائيل.

ويقال إن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، على الرغم من خطاب سابق انتقد فيه نتنياهو، ينضم إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون لدعوة رئيس حكومة الاحتلال لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، وهي فرصة استثنائية بالنظر إلى عدد طلبات بايدن التي قاومها نتنياهو منذ بدء الحرب.

"أيباك" تستهدف منتقدي الاحتلال

ويعزو المنتقدون الليبراليون لأسلوب تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، الانفصال المتزايد بين الناخبين الديمقراطيين والمسؤولين المنتخبين، إلى تأثير لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك"، وغيرها من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في واشنطن.

ومنذ رئاسة أوباما، أصبحت "أيباك" أكثر عدوانية في دعم الحملات الأولية ضد المسؤولين الديمقراطيين الذين ينتقدون إسرائيل؛ فقد تعهدت بإنفاق 100 مليون دولار هذا العام لهزيمة أعضاء الكونجرس الذين انتقدوا سلوك إسرائيل في الحرب بشدة، مثل النائبين الديمقراطيين جمال بومان من نيويورك وكوري بوش من ميسوري.

وقال وليد شهيد، الذي شغل مناصب عليا في العديد من المنظمات الليبرالية: "إن الضغوط المالية والسياسية الهائلة التي تمارسها أيباك في واشنطن هي العامل الأكثر أهمية في إثناء أعداد كبيرة من المسؤولين الديمقراطيين عن معارضة حرب إسرائيل على غزة".

وعلى مدار الحرب، انتقد بايدن بشكل أكثر وضوحًا نتنياهو والائتلاف اليميني المتطرف الذي يحكم معه، لكنه لا يزال يرفض المطالب المتزايدة داخل صفوف الديمقراطيين بمعاقبة إسرائيل على سلوكها في الحرب ومقاومتها لتوصيل المساعدات الإنسانية، وفق "سي. إن. إن".

وقال ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، والذي عمل مستشارًا لستة وزراء خارجية بشأن الشرق الأوسط: "نحن على وشك الشهر السابع من هذه الحرب، وكانت هذه الإدارة مترددة في فرض تكلفة أو نتيجة واحدة على هذه الحكومة الإسرائيلية، والتي قد يعتبرها البشر العاديون بمثابة ضغط خطير أو كبير".

وأضاف ميلر، أن بايدن لا يزال يعمل في المقام الأول؛ انطلاقًا من الاعتقاد بأنه لتحقيق أهدافه في المنطقة، وهي المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى المزيد من إطلاق سراح المحتجزين.

ويعتقد حلفاء بايدن أيضًا أن منتقدي إسرائيل داخل الحزب يبالغون في تقدير المخاطر السياسية لدعمه المستمر لدولة الاحتلال. ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر معارضة واسعة النطاق للحرب بين الشباب والديمقراطيين على نطاق أوسع، فإنها تظهر عادة أن هؤلاء الناخبين يعطون الأولوية لقضايا أخرى بشكل أكبر.

وقال مارك ميلمان، خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي منذ فترة طويلة، ورئيس الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل، وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل: "بينما تركز بعض العناصر الأساسية الناشطة في الحزب على ما يحدث في غزة، فإن معظم الديمقراطيين ومعظم الأمريكيين لا يفعلون ذلك". "بدلًا من ذلك، فإنهم منشغلون بقضايا أخرى -سواء كان ذلك يتعلق بخفض الأسعار أو حماية حقوق الإجهاض أو حماية الديمقراطية نفسها."

وخلص تحليل "سي إن إن" إلى أنه مع استمرار الحرب، ومع موجة الاحتجاجات في الحرم الجامعي، هناك دلائل واضحة على أن مركز ثقل الحزب يبتعد عن الدعم الغريزي لإسرائيل، الذي عبر عنه الديمقراطيون الأكبر سنًا مثل بايدن وشومر.

بايدن يقاوم

وحتى الآن، كان بايدن أكثر ميلًا إلى المقاومة من الاستجابة لهذا الضغط، ومن الممكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى تخفيف هذا الضغط لبعض الوقت. لكن الرئيس الأمريكي قد لا يكون قادرًا على تجاهل رد الفعل العنيف الحتمي بين الديمقراطيين، إذا قام نتنياهو بتنفيذ تهديده باجتياح رفح الفلسطينية.