قدم حمزة يوسف، رئيس الوزراء الاسكتلندي، الذي يعتبر أول زعيم مسلم لحكومة في أوروبا الغربية، استقالته بشكل مفاجئ، اليوم الاثنين، بعد فشل تحالفه الحاكم مع حزب الخضر الاسكتلندي، في أعقاب أيام عصيبة شهدت اضطرابات سياسية حادة في البرلمان، ما أدى إلى إنهائه المفاجئ، الخميس الماضي، لاتفاقية تقاسم السلطة التي كانت تربطه بشركائه من حزب الخضر منذ عامين، إذ يهيمن الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي يتزعمه يوسف بشكل كبير على البرلمان المحلي في إدنبرة منذ 2007 بـ63 مقعدًا من أصل 129، ويتولى السلطة منذ 2021 بفضل تحالفه مع الخضر، وأمام البرلمان الآن 28 يومًا لتعيين رئيس وزراء جديد.
وحمزة يوسف، هو باكستاني الأصل ومسلم الديانة يبلغ من العمر 39 عامًا، صنع التاريخ في اسكتلندا بعد انتخابه رئيسًا للحزب الوطني، وهو أول زعيم مسلم في اسكتلندا.
تآكل الدعم لحكومة يوسف
تشير شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى تراجع الدعم لحكومة يوسف بشكل كبير في الأيام الأخيرة، إذ فقد تأييد شركائه السابقين من حزب الخضر على إثر قراره المثير للجدل بإلغاء أهداف مكافحة التغير المناخي لعام 2030 وفضيحة تمويل الحملات الانتخابية، وتغيير سياساته المتعلقة بالهوية الجنسية، في خطوة وصفها قادة الخضر بأنها "خيانة للأجيال القادمة".
واجتمع أعضاء حزب الخضر لمناقشة ما إذا كان ينبغي عليهم البقاء في الائتلاف الحاكم أم الانسحاب منه.
وتعرض يوسف لضغوط متصاعدة من جانب أحزاب المعارضة في البرلمان الاسكتلندي، التي قدمت طلبين لإجراء تصويت على سحب الثقة، أحدهما من شخص رئيس الوزراء نفسه والآخر من حكومته برمتها، بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وكان يوسف يكافح من أجل ضمان دعم كافٍ لقيادة حكومة أقلية في حال تمكنت المعارضة من إسقاط ائتلافه مع الخضر.
محاولات يائسة للبقاء في السلطة
في محاولة يائسة للبقاء على رأس السلطة قبل إعلانه قرار الاستقالة، أرسل يوسف رسائل إلى الأحزاب المعارضة يدعوها إلى "إيجاد أرضية مشتركة" قبل إجراء تصويتي سحب الثقة المزمعين، بحسب "بي بي سي".
لكن هذه الجهود باءت بالفشل، إذ رفض زعيم الديمقراطيين الأحرار الاسكتلنديين، أليكس كول - هاملتون، حتى عرض يوسف للمحادثات في نهاية الأسبوع الماضي، مُصرًا على أن رئيس الوزراء يجب أن يستقيل فورًا، لأنه "فقد الثقة" وأن "أولوياته ليست أولويات الشعب" وأنه مدفوع حاليًا فقط برغبة "البقاء السياسي".
وأكد حزب العمال الاسكتلندي المُعارض أن طلبه بسحب الثقة من الحكومة سيظل قائمًا حتى لو استقال يوسف شخصيًا، في محاولة للضغط على حزب الشعب الاسكتلندي للتنحي عن الحكم برمته.
وصرّح دوجلاس روس، زعيم حزب المحافظين الاسكتلندي المُعارض، أن يوسف "قفز قبل أن يُدفع" بعد تقديمهم لطلب سحب الثقة من حكومته.
المرشحون المحتملون لخلافة يوسف
مع استقالة يوسف، بدأت التكهنات تتصاعد حول من سيكون الزعيم التالي لحزب الشعب الاسكتلندي وخليفته في منصب رئيس الوزراء، وتشير "بي بي سي" إلى أن من بين الأسماء البارزة المرشحة لهذا الدور، كايت فوربس التي خسرت بفارق ضئيل أمام يوسف في انتخابات زعامة الحزب العام الماضي، ورغم موقفها المحافظ تجاه بعض القضايا الاجتماعية الشائكة، الذي يثير قلق حزب الخضر، إلا أن "فوربس" قد تكون قادرة على الحكم من خلال التحالف مع أحزاب أخرى غير الخضر.
كما تردد أسماء أخرى على لوائح المرشحين المحتملين، بما في ذلك جون سويني، نائب رئيس الوزراء السابق، الذي يُنظر إليه كخيار "آمن" وذي خبرة واسعة في صفوف الحزب، رغم عدم رغبته في تولي المنصب بالانتخابات الأخيرة.
ويُذكر أيضًا اسم ستيفن فلين، زعيم كتلة حزب الشعب في البرلمان البريطاني، على الرغم من التعقيدات المحتملة التي قد تنشأ عن وجود زعيمين منفصلين للحزب في أدنبرة ولندن.