الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أبو الغيط: مأساة غزة لا يمكن معالجتها إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة

  • مشاركة :
post-title
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، إن معالجة مأساة قطاع غزة ومنع تكرارها يتطلب حلًا جذريًا لمسببات اشتعالها، مشيرصا إلى أن مأساة فلسطين لا يمكن معالجتها إلا بمعالجة القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967.

وأكد "أبو الغيط" أن فتح الأفق السياسي والطريق إلى حل الدولتين يحتاج إلى إرادة دولية حاسمة لتحويله إلى واقع بأسرع وقت ممكن، من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية عبر مؤتمر دولي يرسم مسارًا وخارطة طريق محددة بأفق زمني واضح ينهي الاحتلال، ويُمكن دولة فلسطين من ممارسة حقها في السيادة والاستقلال، وهذا ما تعبر عنه الأغلبية الساحقة من دول العالم وشعوبه، سواء في قاعات الأمم المتحدة ومنظماتها أو بشوارع العواصم العالمية وجامعاتها، وتجليات الرأي العام العالمي المُطالب بوقف حرب الإبادة وبحرية فلسطين ورفض المعايير المزدوجة ما يدعو إلى التقدير والاحترام.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة، نيابة عن الأمين العام أمام اجتماع الهيئة العامة لمجموعة السلام العربي، اليوم الاثنين، في مقر الأمانة العامة.

القضية الأكثر عدلًا

وأكد أبو الغيط، أن الدفاع عن القضية الفلسطينية اليوم وهي القضية الأكثر عدلًا وإنسانية بكل المعايير والقوانين والشرائع لم تعد فقط واجبًا وطنيًا قوميًا بل هي واجب وضرورة أخلاقية وإنسانية، وقال "إن مجموعتكم مدعوة لتكثيف أنشطتها لمواجهة حرب الإفناء وفضح الجرائم الإسرائيلية، وتقديم مرتكبيها للعدالة الدولية، ولمواجهة الحرب الإعلامية الإسرائيلية المضللة المدعومة من حلفاء إسرائيل". 

من مقر الجامعة العربية
حرب إبادة جماعية

وأضاف أنه مع مضي أكثر من 200 يوم على حرب الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع والتهجير بقطاع غزة لا تزال الوحشية والهمجية الإسرائيلية مستمرة بأبشع صورها مستهدفة مختلف مناحي الحياة، توقع أكثر من 120 ألفًا بين شهيد وجريح ومفقود، وما يزال آلاف الضحايا تحت الركام، الذي تؤكد التقارير الأممية أنه بلغ نحو 37 مليون طن، أي أن نحو 300 كيلوجرام من الركام في المتر المربع، إذ ستستغرق إزالتها 14 عامًا، ونحو 65% من المباني المدمرة سكنية في قطاع غزة، مع ما تبقى في هذا الركام من قذائف لم تنفجر بلغت نسبتها 10% من مجموع ما تم إلقاؤه على قطاع غزة الذي تجاوز ما حجمه أربع قنابل ذرية.

عجز المجتمع الدولي

أوضح الأمين العام للجامعة العربية، أنه مع استمرار تصاعد العدوان الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس قتلًا، واعتقالًا، وتدميرًا، وتهجيرًا، واستيطانًا، وتهويدًا بصورة غير مسبوقة بحرب معلنة يشنها جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة التي تمارس الإرهاب الرسمي المنظم، وتفرض مختلف صنوف الاضطهاد والفصل العنصري والتطهير العرقي، في تأكيد مطلق لارتكاب جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية المكتملة الأركان، تلك الجرائم الممتدة على طوال عقود الصراع، إذ تكثفت اليوم بهذه الوحشية في محاولة لتدمير الوجود والحقوق الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية التي تواجه اليوم المرحلة الأشد خطورة ومصيرية، فيما يعجز المجتمع الدولي عن لجم العدوان ووقف حرب الإبادة والتهجير والتصفية، وعن توفير الحماية للشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه الوطنية المشروعة بالحرية والاستقلال.

وتابع: "أنه مع تغيير المواقف العالمية وتحركها بالتدريج ناحية الموقف العربي الذي اتخذناه جميعًا من اليوم الأول، وهو ما يتجسد في قرار مجلس الأمن الأخير 2728، الذي طالب لأول مرة بوقف فوري لإطلاق النار على الرغم من أنها استفاقة متأخرة، ولا تعفي من صمتوا لشهور من مسؤوليتهم عن اجتراء الاحتلال على الدم الفلسطيني، كما أنه يأتي ذلك رغم أسفنا البالغ إزاء عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، نتيجة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو، لإعاقة إرادة دولية واضحة بالموافقة على انضمام ‎فلسطين عضوًا كاملًا في ‎الأمم المتحدة، مع الشكر والتقدير لمواقف الدول الـ12 التي دعمت حصول فلسطين على هذه العضوية.

وقف الحرب الوحشية

وأكد "أبو الغيط" أن كل جهد دبلوماسي وعمل سياسي نبذله هنا في اجتماعاتنا، أو في مختلف الأروقة الدبلوماسية والمحافل الدولية، من أجل وقف الحرب الوحشية في قطاع غزة، لن يرقى بالطبع لمرتبة الجُرم المرتكب ولا لجلال التضحية التي يبذلها الفلسطينيون كل يوم من دمائهم وأبنائهم، لكنه يظل جهدًا ضروريًا وعملًا مطلوبًا ينبغي أن يتواصل ويتصاعد حتى تتوقف هذه المقتلة المستمرة، فالعبرة الآن بتنفيذ القرارات الدولية على الأرض ووقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي بشكل فوري وكامل، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر الطرق البرية المعتادة، وبما يخفف من كارثية الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ويجنب أهلها خطر المجاعة المُحدقة.