ـ محاولات لإعادة وضع بصمة صوتي على "جريندايزر" ولكن تقدم عمري منع ذلك
ـ صوتي بطل الحكاية.. ولن أعتزل ما دمت قادرًا على العطاء
ـ تكريمي من الأزهر الشريف الأقرب لقلبي
ـ الحرب اللبنانية أسهمت في فقدان وتلف الكثير من الأشرطة
كان صوت الفنان اللبناني القدير جهاد الأطرش، بطل قصة حياته وكلمة السر في وصوله قلوب الجمهور، فحنجرته الذهبية وإحساسه المفعم قاده لأن يكون من أهم نجوم الوطن العربي، فقد بلغ رصيده أكثر من 22 ألف عمل متنوع ما بين الدوبلاج والإذاعة والتلفزيون والتسجيلات الصوتية، وتجاوزت شهرته خارج حدود بلدته وحصل على عشرات التكريمات خلال مشوار حياته.
رغم أن جهاد الأطرش تجاوز الـ80 عامًا - المولود 21 يناير 1943 - لكن ما زال لديه الشغف والطموح لشاب لم يتجاوز الـ30 عامًا، ليقول في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية": "لن أعتزل الفن ولم أفكر في ذلك، ولدي طاقة للعطاء كما أنني أقوم بعمل تسجيلات صوتية، وأقوم حاليًا بالتدريس في الجامعة، والتقي المعلمات والمعلمين والنقاش حول اللغة والأداء الصحيح، ولدي طموح كبير لتسجيل مشروع تبنته وزارة التربية والتعليم في لبنان، وأعتبره من أهم المشروعات القومية، وهو قراءة تسجيل الكتب لمراحل الابتدائية صوتيًا مع زميلتين من إذاعة لبنان والزميل عماد فريد، وبالفعل شاركنا في تسجيل الكتب لتوزيعها على المدارس وتقديمها باللغة العربية الفصحى، خاصة أن لبنان به لهجات مختلفة، لكن لم نتمكن من إعادة إحياء هذا المشروع مرة أخرى، ونحن بانتظار تحسن الأوضاع في لبنان".
رغم حصول الأطرش على الكثير من التكريمات، لكن يبقى تكريمه من الأزهر الشريف الأقرب لقلبه، ومفاجأة كبيرة بالنسبة له، قائلًا: "سبق وأن نلت جوائز كثيرة وصورت 90% مما قدمه وأنتجه التلفزيون اللبناني وفخور بحصولي على جائزة ودرع تكريمي من الأزهر الشريف منذ عامين، تقديرًا لما قدمته من إثراء في اللغة والثقافة والأدب العربي، إذ أُقدم التراث العربي بصوتي لأكثر من 20 عامًا وآلاف من الأعمال التي وزعت بالعالم العربي".
وأضاف أن البحث في اللغة العربية وتطويرها وتوصيلها للأجيال الجديدة، من خلال أعماله المختلفة هو شغله الشاغل، إذ سجلت كتبًا مهمة في التراث والأدب لتكون في متناول الجميع لسماعها، وسبق أن سجلت 15 مسرحية لشكسبير وكتب لنزار القباني وطه حسين وامرؤ القيس وطرفة بن العبد وغيرهم الكثير، وكنت أعبر بإحساسي لتوصيل المعنى ونقل الكلام إلى لغة ملموسة يشعر بها المستمع، وحتى تكون هذه الأعمال في متناول الجميع وتعبر عن أجواء المسرحية أو العمل".
وعلى الرغم من تقديم الأطرش شخصية الدوك فيلد، في مسلسل الكارتون "جريندايزر" قبل أكثر من 50 عامًا، لكنها أحدثت تأثيرًا كبيرًا في الوطن العربي، حتى أن البعض حاول الاستعانة به لوضع بصمة صوته على جراندايزر وإعادة تقديمه مرة أخرى، ليقول عن ذلك: "الناس تعودت على سماع صوت جريندايزر وأن يكون صوت فتى شاب وليس عجوزًا، وكانت هناك محاولة من إحدى الجهات لوضع بصمة صوتي على جريندايزر، لكن لم يكن مناسبًا، لأنني قدمت الشخصية قبل 50 عامًا، وعمري حاليًا تخطى الـ80 عامًا، وكنت أود ألا يشعر المستمع بوجود اختلاف بين الصوتين وملاحظة فرق العمر".
وأضاف: "صوتي اعتبره بطل الحكاية وكنت أختار الأدوار التي تتناول الطبيعة وتحمل فائدة للمجتمع والمتلقي وسجلت بصوتي على طريقة البودكاست شخصيات عربية مثل صدام حسين وحافظ الأسد وعبدالباسط عبدالصمد وطه حسين والعقاد وغيرها، كما شاركت في تسجيل 22 ألف حلقة إذاعية و2500 حلقة بالتلفزيون، بينما في مجال الدوبلاج سجلت 1300 تسجيل صوتي، وأكثر من 20 كتابًا، ونحن في انتظار استقرار الأوضاع بالساحة اللبنانية لإعادة تسجيل كتاب العلوم عند العرب، الذي تناول التطور العلمي عندهم من ناحية الطب والحرب والاختراعات وغيرها".
وخوفًا على أعماله من الاندثار، أكد "الأطرش" أنه في طريقه لأرشفة أعماله الفنية وتوثيقها ووضعها في كتاب وعلى الإنترنت، إذ إن الحرب الأهلية التي بدأت منتصف السبعينيات وحتى التسعينيات أسهمت في فقدان وتلف الكثير من الأشرطة والتراث اللبناني، مثل مسلسل "يا ليل يا عين"، الذي تم إصابته بقذيفة خلال الحرب وتعرضه للرطوبة والأمطار وانهيار مبنى بالكامل كان يضم مشروع تسجيل الدروس للمدارس، وهو ما أثر على فقدان الكثير من التسجيلات، فضلًا عن وجود برامج لم تُسجل مثل "مسرح الحياة، حكمت المحكمة"، وأنه في فترة الستينيات لم يكن هناك آلة تسجيل في لبنان".