بعد ما يقرب من 515 يومًا على توقف الحياة النيابية في تونس، منذ أن جمد الرئيس التونسي قيس سعيد، الهيئة التشريعية وإقالة الحكومة، تجري الانتخابات التشريعية، اليوم السبت، بعد أن فتحت اللجان أبوابها للاقتراع منذ الصباح.
وتجري الانتخابات لاختيار 161 عضوًا لمجلس النواب، بعد أن تخفيض أعداد النواب البالغ عددهم 217 عضوًا.
ويتنافس على انتخابات مجلس النواب في تونس ألف و58 مترشحًا، ومن بينهم 120 امرأة.
وشهد آخر انعقاد للمجلس النواب في تونس، يوليو عام 2021، قبل أن يتم حله من قبل الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد.
ووفق أرقام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فإن 9 ملايين و200 ألف ناخب مدعوون للتصويت في الانتخابات التشريعية، ينقسمون إلى 50.8% من النساء، و49.2% من الرجال.
تونس تصنع تاريخًا جديدًا
وأدلى الرئيس التونسي قيس سعيد، وقرينته، صباح اليوم السبت، بصوتهما في الانتخابات التشريعية، التي انطلقت خارج البلاد الخميس الماضي.
وأكد سعيد أن المطالب الاقتصادية والاجتماعية ستتحقق في مجلس النواب المقبل، مشيرًا إلى أنه سيتم انتخاب مجلس الجهات والأقاليم بعد مجلس النواب.
وأضاف أن تونس سوف تصنع تاريخًا جديدًا بهذه الانتخابات، مشيرًا إلى ضرورة العمل على وضع حد لمن نهبوا البلاد، ونصَّبوا أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي.
وقال سعيد: "أسقطوا الأقنعة عن الوجوه التي لبسوها.. أنتم وحدكم باختياركم الحر وبوعيكم بكل التحديات، قادرون على المضي قدمًا لصنع تاريخ جديد".
دعوة للمشاركة في الانتخابات
وحرص الرئيس التونسي على توجيه دعوة للشعب التونسي للمشاركة في العملية الانتخابية، قبل غلق أبواب الاقتراع في السادسة مساءً بتوقيت تونس.
وقال الرئيس قيس سعيد: ''أتوجه لجميع الناخبين والناخبات لأقول في يوم عيد الثورة هذه فرصتكم التاريخية يا أبناء الشعب العظيم في تونس وكل العالم لا تفوتوها، واحتكموا إلى ضمائركم وحدها، حتى تستردوا حقوقكم المشروعة في العدل والحرية".
التعبير عن رغبات الشعب
وقال الرئيس التونسي: "لتكن السيادة للشعب لتحقيق الحرية والكرامة ولتركيز سيادة تونس حتى تصدر القوانين من المجلس النيابي المقبل معبرة عن رغبات شعبنا وتطلعاته في العزة والحرية والكرامة".
وأكد الرئيس سعيد أن اليوم يمثل موعدًا تاريخيًا قبل انتخاب أعضاء مجلس الجهات والأقاليم، ليكون التونسيون في الموعد مع التاريخ ليعملوا من أجل القطع مع الذين نهبوا البلاد وخربوا ونصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب التونسي بطريقة اقتراع بائدة كما أثبتت التجربة".
تحذير من شراء الذمم
وأضاف أن اليوم "هو يوم تاريخي بكل المقاييس، تم تحديده واحترامه رغم كل العقبات والأقنعة التي لبسها البعض في وسائل الإعلام، وقدم نفسه على أنه في المسار، لكنه خارج مسار التصحيح وخارج 25 جويلية من سنة 2021".
ودعا التونسيين إلى الاحتكام فقط لضمائرهم وعدم الاغترار بخطاب من وصفهم بـ"المشككين"، الذين قال إنهم "وضعوا أقنعة على وجوهكم واندسوا بين صفوفكم"، كما دعاهم إلى الانتباه خاصة إلى "من يدفع الأموال لشراء الذمم لأنهم لا يعتبرون المواطن مواطنًا بل يعتبرونه ورقة اقتراع توضع في الصندوق".
10 ملايين بطاقة انتخابية
وأكد محمد التيلي المنصري، المتحدث باسم هيئة الانتخابات، في بيان، تجهيز 4551 مركز اقتراع، تضم 11130 مكتب اقتراع، وتشكيل 60 ألف عضو مكتب اقتراع، وطباعة أكثر من 10 ملايين ورقة اقتراع.
وبحسب قانون تنظيم الانتخابات في تونس، لن يتمتع الفائزون في هذه الانتخابات بالحصانة، مثل سابقيهم، لأن القانون الجديد ألغى الحصانة القانونية، ومنح المواطن حق سحب الثقة من المرشح حال تقاعسه عن أداء مهامه.
موعد نتائج الانتخابات
ومن المنتظر إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التونسية، خلال الفترة بين يومي 18 و20 من ديسمبر الحالي.
تجري تونس أول انتخابات بعد حل البرلمان الذي كان يهيمن عليه حزب "النهضة الإخواني" في 25 يوليو 2021، إذ تمثل الانتخابات التشريعية آخر المحطات التي أعلنها الرئيس التونسي قيس سعيد، منذ إعلان "إجراءاته الاستثنائية" في 25 يوليو 2021، وتعليق عمل البرلمان ثم حله وحل الحكومة، وبعدها أجرى استفتاءً على الدستور في 25 يوليو الماضي.