لطالما كانت العلاقات بين موسكو وطهران يسودها التوجس والتوتر وانعدام الثقة، لكن المستجدات التي طرأت على الساحة السياسية خلال الأعوام الماضية، ألقت بظلالها الإيجابية على العلاقات الإيرانية-الروسية، وعززتها بشكل أثار قلق المجتمع الدولي، خصوصًا بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي كان لها الفضل في دفع تلك العلاقات نحو المزيد من التطور في شتى المجالات.
تصاعد القلق في إسرائيل إثر تحذير مصادر استخباراتية أمريكية وأخرى غربية من التحالف الإيراني-الروسي المتنامي في الفترة الأخيرة، خاصة التعاون العسكري، بعد رصد طائرات إيرانية الصنع في العاصمة الأوكرانية كييف، بعد أسابيع من القصف الروسي على المدن الأوكرانية، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
دعم عسكري
وذكر بيل بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خلال مقابلة أجراها مع "بي بي سي"، أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق عقدته موسكو وطهران سرًا، خلال اجتماع جرى في إيران مطلع الشهر الجاري، وبحسب مصادر مطلعة، بدأت كل منهما بالاستعداد التام لبدء إنتاج طائرات قتالية دون طيار، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأضاف "بيرنز" أن العلاقات الروسية-الإيرانية لم تكن الأفضل تاريخيًا، لكنهما الآن بحاجة لبعضهما البعض، والآن تتشكل بذور شراكة أمنية كاملة بينهما، الإيرانيون يزودون الروس بطائرات دون طيار، في مقابل الدعم التكنولوجي الروسي المتقدم"، مشيرًا إلى أن هذا يشكل تهديدًا حقيقيًا للمنطقة.
تقدم غير مسبوق
وأكد رئيس وكالة المخابرات المركزية أن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد الأخطار التي تواجه دول الشرق الأوسط، بسبب التحالف بين موسكو وطهران، في حين، حذر مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، من تقدم روسيا غير المسبوق في المجال العسكري والفني.
ويعد الموقف الإسرائيلي تجاه الأزمة الروسي الأوكرانية مجهولًا حتى الآن، حتى بعد تعهد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل بالنظر إلى الأزمة الأوكرانية قبل فوزه في انتخابات إسرائيل الخامسة والعشرين، ويبقى السؤال مطروحًا، ماذا سيكون موقف تل أبيب تجاه روسيا التي تتحالف مع ألد أعدائها؟