في ظل التحضيرات الجادة لقمة المناخ، التي ستعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، في الفترة من 7 إلى 18 نوفمبر المقبل، سافر المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري إلى المملكة المتحدة في رحلة تمتد لأربعة أيام، من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري، للمشاركة في مؤتمر لمناقشة "الجهود الدولية للولايات المتحدة في مسألة المناخ"، ومن المتوقع أن يقابل خلال زيارته رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك.
"سوناك" ليس "بطل المناخ"
ولا يعتبر "سوناك" بأي حال من الأحوال "بطل المناخ"، لكن دعاة حماية البيئة في المملكة المتحدة متفائلون بحذر، بأنه سيعيد مصداقية بريطانيا في سياسة المناخ، والتي يقولون إنها تآكلت بشكل خطير من قبل ليز تراس، خلال فترة عملها المضطربة كرئيسة للوزراء، حيث أثارت تراس، التي استقالت الأسبوع الماضي بعد 44 يومًا فقط في تولي المنصب، غضب العديد من نشطاء المناخ، بعد إلغاء حظر على التكسير الهيدروليكي واقتراح إلغاء مئات القوانين البيئية، مما أثار استياء العديد من نشطاء المناخ في المملكة المتحدة، وفي حين أن سوناك لم يقدم أي مؤشرات تذكر عما إذا كان يخطط لعكس تحركات "تراس"، إلا أن دعاة حماية البيئة يأملون في أن يتخذ رئيس الوزراء الجديد خطوات لتعزيز سمعة المناخ الدولي للمملكة المتحدة، قبل أسابيع فقط من قمة المناخ المقبلة للأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن يحضرها.
"سوناك" و فرصة إعادة مصداقية بريطانيا تجاه تغير المناخ
وبحسب ما قالت كيرا بوكس، الناشطة في مجموعة أصدقاء الأرض البيئية، ومقرها لندن، في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "لقد تعرضت مصداقية المناخ الدولية في المملكة المتحدة لضربة خطيرة حقًا، ولدى سوناك فرصة كبيرة لإعادة بنائها من جديد"، ومع ذلك، أضافت الناشطة في مجموعة أصدقاء الأرض البيئية أنها لا تعتقد أن تحركات رئيس الوزراء الجديد تشير إلى تغيير هائل في النهج تجاه المناخ، عن سابقته، قد يشير إلى تليين طفيف، لكنه ليس نوع التحركات التي نحتاج إلى رؤيته"، من جانبه، قدم دوج بار، مدير السياسات في منظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة، تقييمًا أكثر صراحة، حيث قال "بار": "نأمل أن يكون أفضل من ليز تراس، على الرغم من أن هذا مستوى منخفض، لكن سيتعين علينا أن نرى ما يفعله بالفعل".
وتستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP27"، خلال الفترة من 7- 18 نوفمبر 2022، ويمثل فرصة مهمة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا؛ ولتنفيذ ما جاء في اتفاق باريس 2015 وتفعيل ما جاء في مؤتمر جلاسجو 2021 من توصيات، وحشد العمل الجماعي بشأن إجراءات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.