صنعت عدة أفلام اعتمدت في بطولتها على مواهب شابة جديدة الفارق في التاريخ الحديث لصناعة السينما المصرية، التي تمتد جذورها إلى نهايات القرن الـ19، وقت أن شهدت الإسكندرية أول عرض سينمائي للأخوين لومير، حين عرض وقتها فيلم يتضمن مقاطع من المحافظة الساحلية.
وجذبت السينما وقتها جمهورًا كبيرًا من الشباب الراغب في تحقيق أحلامه، خاصة إذا كان العمل يحمل في طياته عناصر شبابية تمثل تدفقًا لدماء جديدة في شرايين الصناعة من نجوم شباب استطاعوا أن يلفتوا الانتباه إليهم من الوهلة الأولى بموهبتهم.
ويمثل الشباب القوة الشرائية الأكبر في شباك تذاكر السينما، فهم الجمهور الأكثر استهدافًا من صناع الأفلام، خصوصًا إذ كان أبطال الفيلم من نوعية النجوم المصنفين بالمرتبة الأولى أو كما يطلق عليهم اصطلاحًا "السوبر ستار"، لكن ذلك لا يمنع النجاح من أن يصادف تجارب أولية لشباب جدد يجتمعون معًا في فيلم واحد يعبرون عن أحلام جيلهم حسب طبيعة كل عصر ومفرداته.
من أبرز الأفلام في الفترة الأخيرة التي حظيت بإقبال جماهيري على شباك التذاكر، فيلم "الحريفة" المستمر عرضه منذ 16 أسبوعًا في دور السينما المصرية، ووصلت إيراداته إلى نحو 74 مليون جنيه، ليدخل ضمن قائمة أكثر 10 أفلام تحقيقًا للإيرادات في تاريخ السينما المصرية، والتي يتصدرها فيلم "بيت الروبي" للنجمين كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز.
فيلم "الحريفة" يعد أول أفلام مؤلفه إياد صالح، ومخرجه رؤوف السيد، وأيضًا أول بطولة مطلقة لنجمه نور النبوي، ويشاركه البطولة عدد من الفنانين الشباب في أول إطلالة لهم بدور العرض السينمائية.
تداعب فكرة فيلم "الحريفة" عقول الشباب الراغب في تحقيق ذاته والتغلب على الظروف الراهنة، إذ تدور أحداثه حول عدد من الشباب في منطقة شعبية يشكلون فرقة لكرة القدم، ويدخلون في منافسة رياضية كبرى للمدارس؛ للفوز بجائزة مالية قدرها مليون جنيه.
اللافت للنظر أن نور النبوي يكرر نفس النجاح الذي حققه والده خالد النبوي لكن بشكل أبرز، إذ شارك الأخير في بطولة الفيلم التسعيناتي الشهير "إسماعيلية رايح جاي" الصادر عام 1997، مع نجميه محمد فؤاد ومحمد هنيدي وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وإيرادات قدرت بـ15 مليون جنيه.
أيضًا داعب فيلم "إسماعيلية رايح جاي" أحلام الشباب ورغبتهم في تحقيق ذاتهم، إذ تدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية في محافظة القاهرة، حول شاب موهوب يدعى "إبراهيم" يحلم بأنه يصبح مطربًا شهيرًا، وتقوده الصدفة لمقابلة عزت أبو عوف الذي ظهر بشخصيته الحقيقية في الفيلم، ويساعده على أن يحقق طموحه.
الفيلم الذي استمر 46 أسبوعًا، في دور العرض السينمائية المصرية، أحدث الفارق في تاريخ صناعة السينما، وشجع المنتجين على إسناد بطولة أفلامهم إلى نجوم شباب، لتكون التجربة التالية من خلال فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" بطولة محمد هنيدي أيضًا ومعه أحمد السقا، ومنى زكي، وطارق لطفي، وهاني رمزي وغادة عادل، لتنطلق بعد ذلك ظاهرة عرفت بالسينما الشبابية، أفرزت جيلًا أصبح بعد ذلك من نجوم الصف الأول.
ومن الأفلام الشبابية التي أثارت الجدل وقت عرضها لجرأة فكرته، فيلم "أوقات فراغ" الذي عُرض عام 2006، وحقق في شهر واحد فقط نحو 6 ملايين جنيه، رغم وجود منافسة شرسة وقتها مع فيلم "عمارة يعقوبيان" أحد أكثر الأفلام تكلفة في هذا العام، وضم في بطولته عادل إمام ونور الشريف وخالد صالح وخالد الصاوي ويسرا والعديد من النجوم.
نجاح فيلم "أوقات فراغ" جعل الجمهور يتساءل عن وجود جزءٍ ثانٍ له، لكن مع مرور سنوات طويلة على إصداره تضاءل ذلك الحلم، خصوصًا مع تقدم أبطاله أحمد حاتم وعمرو عابد وكريم قاسم في العمر.
يحكي فيلم "أوقات فراغ" عن 3 شباب أصدقاء تخرجوا حديثًا في الجامعة، يمثلون شرائح اجتماعية ولديهم أفكار مختلفة، لكن يجمعهم التفكير في مستقبل أفضل وسط حياة مضطربة.
ومن أبرز الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا وقت عرضها فيلم "ورقة شفرة" الصادر عام 2008، وكان بمثابة نقطة الانطلاق لنجومية أبطاله أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو الذين واصلوا الانطلاق بعدها بفيلم "سمير وشهير وبهير"، وشكلوا ثلاثيًا فنيًا بارزًا في تاريخ السينما المصرية قبل أن ينفصلوا عقب ذلك.