تصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مرة أخرى، وسط اتهامات متبادلة من الجانبين، بإطلاق النار على حدودهما المشتركة، إلا أن "باكو" قدمت خطوة نحو مفاوضات السلام.
ويبدو أن اتفاق السلام بين جمهوريتي القوقاز المتناحرتين أذربيجان وأرمينيا يقترب، في ظل تصريحات الرئيس الأذري إلهام علييف بأن باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى، مع احتمال التوقيع على اتفاقية مماثلة بعد نزاع إقليمي مرير استمر لعقود، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتمتد الخلافات بين "يريفان" و"باكو" لسنوات بعد ما أنهكت البلدين وخلّفت آلاف الضحايا في حربهما حول السيادة على إقليم قرة باغ، في صراع مستمر منذ ما يقرب من 100 عام.
اتفاقية سلام قيد الانتظار
كان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف قد وعدا بالتوقيع على معاهدة سلام بحلول نهاية عام 2023، ويبدو أن الوساطة الدولية قد تنجح في تحقيق السلام بعد أربعة أشهر من العام المنصرم.
وقبل أسبوع فاز الرئيس الحالي إلهام علييف في الانتخابات الرئاسية المبكرة بناء على نتائج فرز 100% من الأصوات، حصل فيها على 92% من الأصوات.
تفاصيل السلام
ويعكف الخبراء من الجانبين حاليًا على تحديد الحدود المستقبلية بين الدولتين، في ظل الرؤية المشتركة من الجانبين لما ينبغي أن يكون عليه اتفاق السلام، ويجب توضيح التفاصيل النهائية.
وفي فبراير الماضي، التقى ممثلو الدولتين في برلين لإجراء مفاوضات السلام، وبعد أسابيع من الهدوء النسبي، اندلعت أخيرًا اشتباكات عسكرية جديدة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، واتهم الجانبان بعضهما البعض بإطلاق النار.
الاعتراف بحق أذربيجان
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، قوله إن بلاده مستعدة للاعتراف بأن منطقة ناجورنو كاراباخ جزء من دولة أذربيجان المجاورة إذا ضمنت الأخيرة أمن السكان من أصل أرميني.
وقال رئيس وزراء أرمينيا، في وقت سابق، إنه مستعد لقبول حدود أذربيجان المعترف بها دوليًا إذا ضمنت باكو حقوق الأرمن في ناجورنو قرة باغ، ويجب مناقشة هذه القضية في محادثات البلدين.
اتهامات بين باكو ويريفان
وقالت وزارة الدفاع في باكو إن القوات الأرمينية هاجمت قرية في شمال شرق أذربيجان، وقُتل على أثرها جنديان أرمينيان وأصيب عدد آخر في يريفان بجنوب البلاد.
وكانت أذربيجان قد وضعت ناجورنو كاراباخ تحت سيطرتها الكاملة في هجوم عسكري واسع النطاق في سبتمبر من العام الماضي، ما دفع أكثر من 100 ألف شخص للنزوح إلى أرمينيا، وفي ديسمبر من العام نفسه، تبادل البلدان أسرى الحرب، وتجري حاليًا مفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام.
وذلك بعد أن ظلت جمهوريتا أرمينيا وأذربيجان المجاورتان في القوقاز في عداء لعقود من الزمن، خاصة بسبب منطقة ناجورنو قرة باغ التي تنتمي إلى أذربيجان بموجب القانون الدولي.
خلاف تاريخي
وتعد منطقة ناجورنو قرة باغ مصدر صراع بين أرمينيا وأذربيجان، منذ السنوات التي سبقت انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبين طائفة الأرمن والأذريين منذ أكثر من قرن.
واستعادت أذربيجان في 2020 أجزاءً من أراضي الإقليم كانت خسرتها في صراع مع انهيار الحكم السوفيتي في أوائل التسعينيات.
حرب الأسابيع الـ6 في 2020
ومنذ الصراع الذي استمر 6 أسابيع عام 2020، مخلّفًا أكثر من 6500 قتيل، وانتهى بهدنة توسطت فيها روسيا، عقد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، والرئيس الأذري إلهام علييف، عدة اجتماعات نظمتها موسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، غير أنه لا توجد تسوية للأزمة بصيغة نهائية حتى الوقت الراهن.