تمكن الجيش الروسي، الذي يواصل تقدمه ببطء على طول خط المواجهة مع كييف، من الاستيلاء على 365 كيلو متر من مساحة أوكرانيا، وفقًا لخرائط استراتيجية جديدة نشرها معهد عالمي لدراسة الحرب الجارية، أكدت أن المساعدات الأمريكية المتجددة وحدها القادرة على منع انهيار خط المواجهة.
وأصبحت روسيا تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي المهمة، بعد 3 أعوام من الحرب، التي كانت في الماضي أوكرانية، حيث تآكلت ربع البلاد تقريبًا على يد الروس، وفي المقابل يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا وتراجعًا مستمرًا، بسبب نقص المعدات الحربية والجنود، التي يحتاجها الخطوط الأمامية، ومنذ فشل هجوم كييف المضاد حقق الجيش الروسي أكبر مكسب له على الإطلاق بعد معركتي باخموت وأفدييفكا، بحسب تقرير لمعهد دراسة الحرب "ISW" الأمريكي.
استعادة المناورة
ويتسارع التقدم الروسي، كما يقول خبراء المعهد ، في غياب التحرك الأمريكي العاجل، إذ يضغط الروس على تفوقهم ويتقدمون ببطء وثبات في عدة قطاعات من الجبهة، مشيرين إلى أن القوات الروسية استولت على 365 كيلومترًا مربعًا - 138 ميلًا - وهي مساحة بحجم ديترويت، منذ بداية العام حتى الآن.
وبدأ الروس في الخروج من الحرب الموضعية، وبدأوا في استعادة المناورة في ساحة المعركة، ولا تستطيع أوكرانيا أن تحافظ على خطوطها الحالية الآن دون الاستئناف السريع للمساعدات الأميركية، خاصة الدفاع الجوي والمدفعية التي لا تستطيع سوى الولايات المتحدة أن توفرها بسرعة وعلى نطاق واسع.
النصر الروسي
وأدى الافتقار، وفقًا لتقرير المعهد، إلى الدفاع الجوي لتعريض وحدات الخطوط الأمامية الأوكرانية للطائرات الروسية التي تقوم الآن بإسقاط آلاف القنابل على المواقع الدفاعية الأوكرانية لأول مرة في هذه الحرب، ويسمح النقص في المدفعية الأوكرانية للروس باستخدام الأعمدة المدرعة دون التعرض لخسائر فادحة لأول مرة منذ عام 2022.
وحذر المعهد من أن وتيرة التقدم الروسي تتسارع في غياب التحرك الأمريكي العاجل، مطالبين صناع السياسات في الولايات المتحدة باستيعاب حقيقة مفادها أن المزيد من تأخير أو وقف المساعدات العسكرية الأمريكية سيؤدي إلى مكاسب روسية كبيرة في وقت لاحق من عام 2024 وفي عام 2025، وفي نهاية المطاف إلى النصر الروسي.
تهديد الناتو
ويفترض السيناريو الأساسي أن روسيا المنتصرة التي تنجح في تحقيق هدفها بتدمير أوكرانيا بالكامل، ستشكل تهديدًا عسكريًا تقليديًا كبيرًا لحلف شمال الأطلسي في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، إذ سيكون من الأصعب بكثير ردع أي هجوم روسي في المستقبل، وستكون هزيمته أكثر صعوبة وأكثر تكلفة بكثير إذا فشل الردع.
وعلى العكس من ذلك، فإن الجيش الأوكراني القوي، الذي يمتلك حكومة موالية للغرب، من شأنه أن يجعل الهجوم الروسي على الناتو أكثر صعوبة وخطورة وتكلفة بالنسبة لموسكو، وبالتالي، كما يقول المعهد فإن الاختيار أمام الولايات المتحدة اليوم واضح، ويتمثل في أن المصالح الأمريكية الآن وفي المستقبل ستتحقق على نحو أفضل كثيرًا من خلال استئناف المساعدات لأوكرانيا الآن بدلًا من السماح لروسيا بالانتصار.