الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من التصعيد.. انقسام إسرائيلي حول شكل الرد على هجوم إيران

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في لحظات التوتر بين إسرائيل وإيران، التي وصلت ذروتها مع هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة شنته طهران 13 أبريل الماضي، كانت تل أبيب على وشك الرد بضربة عسكرية انتقامية ضد طهران، فوفقًا لمصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة، أفاد موقع أكسيوس، بأن إسرائيل كانت تنوي شن هجوم مضاد على إيران، ليلة الاثنين الماضي، إلا أنها قررت في اللحظات الأخيرة تأجيله لأسباب "تشغيلية" لم يتم الكشف عنها.

وتُرجّح وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا التأجيل جاء بعد تحذيرات صريحة من الإدارة الأمريكية لحليفتها، مفادها أن أي تصعيد عسكري آخر مع إيران لن يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية على حد سواء.

التأجيل الثاني

تُعد هذه المرة الثانية التي تؤجل فيها إسرائيل قرار ردها العسكري على إيران منذ هجوم السبت، إذ إن حكومة الحرب الإسرائيلية عقدت اجتماعًا طارئًا، الاثنين الماضي، لمناقشة خيارات الرد، قبل أن يتم التراجع عن منح جيش الاحتلال الضوء الأخضر للمضي قدمًا في هجوم ضد أهداف إيرانية.

وحسب "أكسيوس"، فإن حالة التأرجح التي شهدها القرار الإسرائيلي تعود في المقام الرئيسي إلى الانقسامات التي تشهدها الحكومة بشأن سبل التعامل مع التهديد الإيراني، إذ إن كبار القادة العسكريين السابقين مثل رئيس الأركان هرتزي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وغيرهم يدفعون باتجاه رد عنيف، في حين يميل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، وحلفاؤه المتشددون إلى التريث والحذر.

مخاوف أمريكية

كما يرجح الموقع الأمريكي أن المخاوف الأمريكية من احتمالية تصعيد أوسع للصراع مع إيران هي ما تقف وراء هذه الدعوات للتهدئة الموجهة لإسرائيل، في حين لا يمكن تجاهل التهديدات الإيرانية المستمرة لأمن إسرائيل، إلا أن واشنطن تخشى أن يؤدي أي رد إسرائيلي متهور إلى إشعال فتيل مواجهة إقليمية شاملة من شأنها تقويض الاستقرار في المنطقة بأكملها.

لذلك، حرصت الإدارة الأمريكية وفقًا لما أشار "أكسيوس" على إرسال رسائل واضحة إلى حليفتها تحثها على "التعامل بحذر" مع أي خطوات انتقامية ضد طهران خشية تجاوز نطاق الصراع حدوده وانجرار دول أخرى إلى المعركة.

إجراء محدود النطاق

في الوقت نفسه، يدرك صناع القرار في إسرائيل أن عدم الرد على التحديات الإيرانية المتكررة قد يُفسر على أنه ضعف ويشجع طهران على المضي قدمًا في سياساتها العدوانية، لذلك، فإن الخيار الأكثر ترجيحًا اتخاذ إجراء محدود النطاق، حسبما أشار مسؤول أمريكي في حديثه لأكسيوس.

ويرى هذا المسؤول أن "تشن إسرائيل ضربة محدودة داخل الأراضي الإيرانية" بهدف الرد بطريقة رمزية تحفظ ماء الوجه، لكنها لن تصل حد إطلاق سلسلة لا نهاية لها من ردود الفعل المتبادلة.

تجميد الرد

في تطور لافت، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بنيامين نتنياهو، قرر تجميد الخطط المعدة مسبقًا للرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، وجاء هذا القرار بعد محادثة هاتفية أجراها نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ تغلبت كما يُقال "الحساسيات الدبلوماسية" على خطط الانتقام العسكري التي كانت معدة سلفًا.