أعلن دبلوماسيون أن دول الاتحاد الأوروبي فشلت في الاتفاق على حزمة تاسعة من العقوبات على روسيا، قبل اجتماع زعماء الاتحاد في قمتهم الأخيرة هذا العام، وأوضح دبلوماسي أوروبي أن دولًا اقتربت من التوصل إلى اتفاق ولكن بولندا ودولًا أخرى لديها اعتراضات بشأن مرور صادرات الأسمدة الروسية عبر الموانئ الأوروبية، ويرى المعترضون أن قيود الاتحاد الأوروبي تشكل تهديدًا للأمن الغذائي للبلدان النامية وتتضمن الحزمة التاسعة قيودًا على الاستثمارات في التعدين الروسي ومجموعة من العقوبات الجديدة على الشركات والأفراد.
وفسر يوسف عبد القادر، الكاتب والمحلل السياسي، عدم التوصل إلى اتفاق حول العقوبات، بسبب أن القرارات داخل الاتحاد الأوروبي هي ليست قرارات مركزية يتم اتخاذها من طرف المركزية بعينها ولكن لابد من التشاور مع أعضاء الاتحاد الأوروبي وفي حالة اعتراض أي من الأعضاء يتم إيقاف وتأجيل البت في القانون أو التشريع حتى يتم موافقة الجميع.
وأضاف "عبد القادر"، في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، من بروكسل، أن هناك انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي بشكل دائم، وتم ملاحظة ذلك منذ أزمة كورونا وكيفية التعامل معها، ومنذ هذا الحين ودائما هناك انقسامات وعدم المقدرة على اتخاذ قرار بسهولة إلا بعد المشاورة مع جميع الدول الأعضاء.
وتابع: "بدأنا نشعر بالعقوبات في الداخل الأوروبي نظرا لغلاء الطاقة، وأن مصادر الطاقة نفسها داخل أوروبا ليست كافية وأصبحت تمر بظروف لم تمر بها من قبل ومن المنطقي عدم اتخاذ أي قرار بسرعة حتى لا يكون له أي عوائد سلبية على أوروبا نفسها لذلك يأخذون الوقت الكافي لأي قرار يتعلق بأي أزمة في الوقت الحالي".
وحول كيفية تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي خاصة أن الرئيس الروسي وصف هذا الأمر بالحرب، قال الدكتور سمير أيوب الكاتب والمحلل السياسي، إنه عندما يكون الحديث عن الحرب من الطبيعي أن يكون هناك خسائر لكن في هذه الحرب يوجد خسائر من الطرفين الطرف الروسي والطرف المقابل، وهي الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف المحلل السياسي في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية" من موسكو، أن عندما بدأوا هذه الحرب ضد روسيا لم تبدأ فقط عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، وإنما بدأت بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتي، وأن كل ما جرى منذ تلك الفترة وحتى اليوم كانت محاولات للضغط على روسيا لاحتوائها في كافة المجالات.
وتابع، أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر أن الصراع العسكري مع روسيا لا يمكن أن يؤدي إلى هزيمتها وهم يعلمون أن نقطة الضعف في روسيا هي الاقتصاد، وحاولوا قدر الإمكان محاصرته وضربه، وبعد أن حرضوا على العملية العسكرية والتي كانت مبررة لأوروبا من أجل فرض هذه العقوبات اعتقدوا أن الاقتصاد الروسي يمكن أن ينهار، وأن يستطيعوا تحقيق كل أهدافهم بعيدًا عن الحرب والخسائر التي تطالهم ولكن حدث العكس.