ضرب عدد من الممثلين موعدًا مع التألق غير العادي عبر بوابة الأدوار المساعدة أو الثانية بدراما رمضان المنقضي، وقدموا مشاهد رائعة لمست مشاعر متابعي المسلسلات التلفزيونية، ليفوزوا بقلوب الجمهور وأيضًا بالإشادة النقدية، إذ أضافوا سحرًا بأداء تمثيلي شديد التمكن مما ساهم في نجاح الأعمال الفنية المشاركين بها.
واللافت للنظر أن بعض المسلسلات شهدت تألق أكثر من ممثل بأدوار ثانية، ومنها "الحشاشين"، إذ أذهل النجم أحمد عيد الجمهور بدور "زيد بن سيحون" أحد مساعدي حسن الصباح مؤسس الطائفة، ليثبت حضوره القوي بأدوار بعيدة عن الكوميديا للعام الثاني على التوالي بعد تألقه بشخصية الصعيدي في مسلسل "عملة نادرة" العام الماضي، كما أن دور المساعد الآخر لحسن الصباح في المسلسل "برزك أوميد" كان نقطة انطلاق مميزة للفنان المصري العالمي سامي الشيخ.
شهد "الحشاشين" أيضًا تألق النجوم أحمد عبد الوهاب، مجسدًا دور "يحيى" الذي يسعى للانتقام لموت والده المؤذن غدرًا على أيد الباطنيين، وتجمعه قصة حب بجارته "نورهان" التي تتعرض للخطف وتصبح جارية في قلعة ألموت وجسدت دورها بإتقان شديد سارة الشامي، فيما أجاد محمد يوسف تجسيد شخصية "صهبان" فى "الحشاشين" صاحب "حمامات عامة" أو كما يطلق عليه قديمًا "بلان" ويتميز بخفة الظل.
ورغم أن الممثل محمد علي رزق بدأ مشواره نحو عالم الدراما التلفزيونية منذ عام 2001 بمسلسل "سوق العصر"، إلا أن دور "مصطفى درغام" في مسلسل "صيد العقارب" يعد نقطة انطلاق جديدة له وعلامة بارزة في سجله الفني، إذ جسد دور الشخص المصاب بمرض الشلل الدماغي ببراعة شديدة، دون أن يذهب إلى المبالغة التي تفسد مصداقية الشخصية.
ومن خلال تيمة الشر وبأداء اعتمد فيه على عين واحدة، تألق الممثل وليد فواز في تجسيد شخصية "رباح أبو الدهب" بمسلسل "حق عرب" الذي يظهر فيها عدوًا للفنان أحمد العوضي أو "عرب السويركي"، كما تألق بدور شرير آخر لكن في "جودر" الحكاية المأخوذة عن "ألف ليلة وليلة"، مجسدًا شخصية شقيق ياسر جلال أو "جودر" الذي يكن له كرها شديدًا.
وكعادتها في تجسيد الأدوار الصعبة نجحت سهر الصايغ في العبور بدور "زمزم" بمسلسل "المعلم" إلى بر الأمان، إذ تعتمد الممثلة المصرية على مبدأ السهل الممتنع في التشخيص، تمامًا مثلما فعلت النجمة نشوى مصطفى في تجسيدها لدور "مديحة" ربة المنزل وشقيقة خالد النبوي في مسلسل "إمبراطورية ميم"، وتكمن صعوبة الشخصية هنا في بساطتها فهي لا تمر بمشكلات ولا يحدث لها تصاعد درامي، وبالتالي فإن تجسيدها وإثبات حضورها كان تحديًا خاصًا أمام الممثلة التي تعود للدراما التلفزيونية بعد غياب 10 سنوات.
أما مسلسل "بابا جه" فشهد تألق الطفلة لافينيا نادر التي جسدت دور ابنة أكرم حسني ضمن أحداث العمل، لتكون أحد أبرز الأطفال وممثلي الأدوار الثانية تألقًا في مسلسلات رمضان.