وسط ارتفاع الأصوات للمطالبة بدعم الجيوش وتحسين الدفاعات الأوروبية، شهد مطلع الأسبوع الجاري توترًا جويًا بين روسيا وحلفاء الناتو الداعمين لأوكرانيا، بعد إعلان القوات الجوية الألمانية(Luftwaffe)، السبت الماضي، أن طائراتها من طراز "يوروفايتر" اعترضت طائرة روسية كانت تحلق فوق بحر البلطيق.
وجاء الاعتراض كأحدث مثال على مرور طائرات روسية فوق المنطقة دون جهاز إرسال واستقبال؛ حيث تساعد هذه الأجهزة السلطات على تحديد الطائرات وتتبعها، حسبما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال سلاح الجو الألماني، في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الطائرات المقاتلة التابعة لحلف شمال الأطلسي أقلعت من بلدة "ليلفاردي" في لاتفيا، إلى الجنوب الشرقي من العاصمة "ريجا".
وقالت القوات الجوية الألمانية إن طائرة استخبارات روسية من طراز "إيل-20"، والتي يشار إليها لدى الناتو بـ "Coot-A"، كانت تحلق دون جهاز إرسال واستقبال فوق بحر البلطيق.
وقد دفعت الحرب في أوكرانيا، التي دخلت الآن عامها الثالث، العديد من الدول، وخاصة في أوروبا، إلى إعادة تقييم سياساتها الأمنية وإنفاقها الدفاعي.
وقام حلف شمال الأطلسي بإرسال المزيد من الأصول نحو جناحه الشرقي، الأقرب إلى روسيا وأوكرانيا، منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق في أوائل عام 2022.
وقال الحلف إنه عزز دفاعاته الجوية في المنطقة، وزاد عدد الطائرات المقاتلة ورحلات الاستطلاع، فضلًا عن شبكته من الدفاعات الجوية الأرضية.
وضع خطير
في أواخر عام 2023، قال ديلان وايت، المتحدث السابق باسم حلف شمال الأطلسي، إن حرب روسيا ضد أوكرانيا "خلقت أخطر وضع أمني في أوروبا منذ عقود".
وبينما تطلق موسكو رحلات متعددة بالقرب من المجال الجوي للحلفاء، تحيط دول حلف شمال الأطلسي ببحر البلطيق.
لكن، يبقى جيب كالينينجراد الروسي -بين بولندا وليتوانيا- موطنًا للأسطول البحري الروسي في بحر البلطيق، وله قاعدة بحرية مهمة.
وبعد أن انضمت السويد إلى حلف شمال الأطلسي في أوائل الشهر الماضي، زاد تواجد الحلف حول شمال وغرب البلطيق، ما أثار قلق موسكو.
وفي بداية العام، قال الناتو إن قواته الجوية في جميع أنحاء أوروبا "سارعت أكثر من 300 مرة لاعتراض طائرات عسكرية روسية تقترب من المجال الجوي للحلف" في العام الماضي.
وأشار حلف شمال الأطلسي إلى أن معظم عمليات الاعتراض تمت فوق بحر البلطيق.
وقال الناتو إن دول الحلف ستدفع بطائراتها "عندما تكون هناك مؤشرات على اقتراب طائرات عسكرية روسية من المجال الجوي للحلف بطرق لا يمكن التنبؤ بها".
هكذا، في أواخر يناير الماضي، قالت القوات الجوية الألمانية إنها رصدت طائرة روسية من طراز "إيل-20" تحلق بدون جهاز إرسال واستقبال في المجال الجوي الدولي في جنوب بحر البلطيق.
وقال سلاح الجو الألماني في ذلك الوقت إن طائرة تابعة لحلف شمال الأطلسي "رافقتها -الطائرة الروسية- لفترة وجيزة، قبل أن تعود إلى الشرق".
كما أعلن الجيش الفرنسي، في نهاية فبراير الماضي، أن طائراته المقاتلة من طراز "ميراج 2000-5" اعترضت طائرة روسية من طراز "إيل-20" قبالة سواحل إستونيا.