أفادت تقارير إعلامية أمريكية، بأن الولايات المتحدة تستعد لهجوم إيراني كبير، ردًا على الضربة الصاروخية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، الأسبوع الماضي.
واستهدفت غارة إسرائيلية، الاثنين الماضي، القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل 7 عسكريين إيرانيين، بينهم الجنرالان في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، وهما من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، فضلًا عن خمسة ضباط مرافقين لهما.
وأكد المرشد الإيراني الأعلى في إيران على خامنئي، الأربعاء الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي "سيتلقى الصفعة" بسبب هذا الهجوم، فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أيضًا خلال فعالية "منبر القدس" في يوم القدس العالمي، إن "هذه الجريمة لن تبقى دون رد".
وقال مساعد الرئيس الإيراني محمد جمشيدي، في منشور على منصة إكس "في رسالة مكتوبة، تحذر الجمهورية الإسلامية الإيرانية القيادة الأمريكية من الانجرار إلى فخ نتنياهو الذي أعده للولايات المتحدة: "ابقوا بعيدا حتى لا تتأذوا"، وردًا على ذلك طلبت الولايات المتحدة من إيران عدم استهداف المنشآت الأمريكية.
ولم تعلق إسرائيل على ضربة القنصلية، لكن محللين اعتبروها تصعيدًا لحملتها ضد إيران، ما يهدد بإشعال حرب أوسع نطاقًا تتجاوز الحرب على قطاع غزة، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وسبق أن نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من الضربات على أهداف في سوريا، لكن استهداف القنصلية في حد ذاته يمثل تصعيدًا كبيرًا، إذ تعتبر السفارات والمقار الدبلوماسية منطقة ذات سيادة للدول التي تمثلها، حسب تقرير لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أن الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى وتستعد بنشاط لهجوم "كبير" يمكن أن يحدث في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل من قبل إيران، تستهدف الأصول الإسرائيلية أو الأمريكية في المنطقة ردًا على الضربة الإسرائيلية في دمشق.
وقال المسؤول، إن كبار المسؤولين الأمريكيين يعتقدون حاليًا أن الهجوم الذي تشنه إيران أمر "حتمي"، وهو رأي يشاركهم فيه نظرائهم الإسرائيليون.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "تعمل الحكومتان جاهدتين على اتخاذ موقفهما قبل ما سيأتي، وتتوقعان أن الهجوم الإيراني قد يتكشف بعدة طرق مختلفة، وأن الأصول والأفراد الأمريكيين والإسرائيليين معرضون لخطر الاستهداف".
ولفتت الشبكة الأمريكية، إلى أن الضربة المباشرة لإسرائيل من قبل إيران، تعد أحد أسوأ السيناريوهات التي تستعد لها إدارة بايدن، لأنها ستضمن تصعيدًا سريعًا للوضع المضطرب بالفعل في الشرق الأوسط، ويمكن أن تؤدي مثل هذه الضربة إلى توسيع نطاق الحرب على غزة إلى صراع إقليمي أوسع، وهو أمر سعى بايدن منذ فترة طويلة إلى تجنبه.
ونقلت شبكة "سي. بي. إس" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إنّ معلومات استخبارية حصلت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل تفيد بأن إيران تستعد لردّ انتقامي على استهداف سفارتها في دمشق، وأنها قد تستعمل طائرات مسيّرة من طراز شاهد وصواريخ كروز، مشيرة إلى أن "الرد الإيراني المتناسب" سيكون استهداف منشأة دبلوماسية إسرائيلية.
وأكدت مصادر الشبكة أن المعلومات تشير إلى أنه لا يوجد وقت محدّد لرد طهران، لكن من المرجح أن يُنفذ قبل نهاية شهر رمضان، في وقت تهدد فيه إيران باستمرار بأنها سترد مباشرة على إسرائيل.
ووضعت إيران جميع قواتها المسلحة "في حالة تأهب قصوى"، واتخذت قرارا بأن الردّ على هجوم القنصلية بالعاصمة السورية دمشق "يجب أن يكون مباشرًا"، فيما يشعر مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالقلق من أن إيران "ربما تخطط لضرب أهداف داخل إسرائيل"، حسب ما صرح به مسؤولان أمريكيان لشبكة "إن بي سي" الأمريكية.
وقال المسؤولان الأمريكيان، إن "أي ردّ انتقامي داخل إسرائيل من المتوقع أن يركز على أهداف عسكرية أو استخباراتية، وليس على المدنيين".
وذكرا أن الإدارة الأمريكية "بدأت في دراسة الخيارات المتعلقة بكيفية الردّ على مختلف التحركات الانتقامية المحتملة من جانب إيران".
وأشارت "سي بي إس" إلى أن المكان الذي سيتم إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ منه لا يزال غير معروف، لافتة إلى أنه "قد يكون من العراق أو سوريا، مما يمنح طهران فرصة لادعاء ضعيف بالإنكار، أو من الممكن أن ينطلق من الأراضي الإيرانية مباشرة".
وبدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤول دفاعي إسرائيلي قوله، إن المحللين الإسرائيليين توصلوا إلى أن إيران "ستهاجم بنفسها ولن تتحرك من خلال حزب الله"، أقرب حليف لها، والذي يشارك في تبادل منتظم لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب.
ونقلت أيضًا عن مسؤولين أميركيين، أن طهران "وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى"، واتخذت قرارًا بأن ردّها على ضربة القنصلية "يجب أن يكون مباشرًا".