ليس لدى أوكرانيا خيار آخر سوى شن هجمات داخل روسيا، بما في ذلك على بنيتها التحتية النفطية، لأن جيشها يواجه انتكاسات مستمرة في ساحة المعركة، حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، نقلًا عن قيادة جهاز المخابرات العسكرية في البلاد.
وكان الضباط الذين زُعم أنهم تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية صريحين بشأن الوضع العسكري اليائس في كييف، وقال العميد ديمتري تيمكوف، من جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، إن بلاده كانت مثل مريض على أجهزة دعم الحياة.
وفي إشارة إلى الكميات المتضائلة من المساعدات العسكرية القادمة من داعمي كييف الغربيين، قال تيمكوف: "نحن مرتبطون بالتنقيط، لدينا ما يكفي من الدواء للبقاء على قيد الحياة، ولكن إذا أراد الغرب أن نفوز، فنحن بحاجة إلى العلاج الكامل".
واعترف اللواء فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني، بأن نصر بلاده، الذي وُعدت به كييف على نطاق واسع، مستحيل في الوقت الحالي.
وفي مواجهة انتكاسات متعددة، "لم يكن أمام الوكالة خيار" سوى شن ضربات في عمق روسيا، إذ وصف هذا بأنه "إجراء معياري لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، يُعرف باسم مركز الثقل".
وجرى تطوير هذا المفهوم لأول مرة من قبل كارل فون كلاوزفيتز، الجنرال البروسي الشهير والمنظر العسكري، ويشير بشكل أساسي إلى الأهداف التي لها أكبر قيمة بالنسبة للعدو، جسديًا أو معنويًا.
وزعم مسؤولو جهاز المخابرات العسكرية الذين تحدثوا إلى صحيفة "ذا جارديان"، مسؤوليتهم عن سلسلة ضربات الطائرات بدون طيار الأوكرانية الأخيرة على البنية التحتية النفطية الروسية، وهذا يتناقض مع التصريحات العلنية لرئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيلي ماليوك، الذي قال إن عملاءه هم المسؤولون عن العمليات.
وقالت الصحيفة إن جهاز المخابرات العسكرية يعتزم شنّ هجوم كبير جديد على جسر القرم وتعطيله في النصف الأول من عام 2024، إذ سبق أن استهدفت أوكرانيا الهيكل مرتين في عامي 2022 و2023.
وتضمن الهجوم الأول قنبلة قوية مخبأة في شاحنة، ما أسفر عن مقتل سائق السيارة وأربعة مدنيين آخرين في سيارات قريبة.
وقالت موسكو إن جهاز المخابرات العسكرية هو العقل المدبر لهذا الهجوم.
واستخدمت الضربة الثانية مُسيّرة بحرية انتحارية، قالت إدارة أمن الدولة إن عملاءها نشروها، وأسفر هذا القصف عن مقتل اثنين من المدنيين.
واتهمت موسكو كييف بالانخراط في الإرهاب كوسيلة للحرب، إضافة إلى ادعاء بأن النظام في كييف تبنى هذه التكتيكات، كما يدعي المسؤولون الروس، لأنه غير قادر على تسجيل الانتصارات في ساحة المعركة.