كشف تقرير لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، عن ارتفاع قياسي في حوادث التمييز ضد المسلمين، عام 2023، وهو أكبر عدد من هذه الحوادث تم تسجيله منذ 30 عامًا.
وذكرت شبكة "أيه. بي. سي. نيوز" الإخبارية الأمريكية، أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية تلقى عددًا كبيرًا من الشكاوى بشأن حوادث معادية للمسلمين، العام الماضي، تم الإبلاغ عن نصفها تقريبًا في الأشهر الثلاثة الماضية فقط، بعد بدء الحرب الدموية الإسرائيلية على غزة، 7 أكتوبر.
وجاء في تقرير الحقوق المدنية السنوي لـ"كير" أن المجلس تلقى إجمالي 8061 شكوى في عام 2023، وكانت الشكاوى الأكثر شيوعًا التي تلقاها المجلس في عام 2023 تتعلق بالهجرة واللجوء، بنسبة 20% من جميع الشكاوى، يليها التمييز في العمل بنسبة 15%؛ والتمييز في التعليم 8.5%؛ وجرائم وحوادث الكراهية 7.5%.
وجاءت الزيادة في الشكاوى بعد عام واحد من تسجيل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية انخفاضًا في عدد الشكاوى التي تلقتها، ما يزيد قليلًا على 5000 شكوى في عام 2022 مقابل 6720 في 2021.
ومن بين حوادث الكراهية التي وثقها تقرير"كير"، جريمة قتل طفل فلسطيني "6 سنوات" طعنًا، من قبل مالك منزله في شيكاغو. وبحسب والدة الطفل، صرخ المالك "أنتم أيها المسلمون، يجب أن تموتوا" قبل أن يحاول خنقها وطعنها.
وأفاد التقرير بارتفاع عالمي في معدلات كراهية الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية منذ بدء معركة طوفان الأقصى، مشيرًا إلى أن نحو 3600 من تلك الحوادث وقعت في الفترة بين أكتوبر وديسمبر.
وقال التقرير: إن "السبب الأساسي وراء هذه الموجة من تصاعد كراهية الإسلام كانت تصاعد العنف في إسرائيل وفلسطين، أكتوبر 2023".
ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن زهرة بيلو، المديرة التنفيذية لفرع منطقة خليج سان فرانسيسكو لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، إن الحرب على غزة أدت إلى ارتفاع كبير في المشاعر المعادية للمسلمين والفلسطينيين وجرائم الكراهية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ويوثق التقرير الذي تم إصداره مؤخرًا التمييز في التوظيف واستهداف الناشطين المؤيدين للفلسطينيين وقمع حرية التعبير وحتى الطلاب الذين يتعرضون للتخويف، ليس فقط من قبل الطلاب الآخرين ولكن في بعض الحالات من قبل المعلمين أيضًا.
وتشير البيانات إلى أن 85% من المجتمع المسلم لا يبلغ عن حوادث الكراهية أو التمييز، ربما بسبب الخوف من الانتقام أو فقدان وظائفهم أو عدم الثقة في تطبيق القانون. وتعتقد بيلو أنه رغم هذا التقرير الجديد، فمن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك.
وأفاد "كير" بأنه تم جمع الأرقام من خلال مراجعة البيانات العامة ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى التقارير الواردة من المكالمات العامة ورسائل البريد الإلكتروني ونظام الشكاوى عبر الإنترنت، واتصل بالأشخاص الذين تم الإبلاغ عن حوادثهم في وسائل الإعلام.
ودعا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في توصياته للحكومة الأمريكية إلى الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، والالتزام بحكم محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
كما دعا المجلس إدارة بايدن والكونجرس إلى مطالبة وكالات إنفاذ القانون المحلية بتقديم بيانات كاملة عن حوادث جرائم الكراهية التي تستهدف مجتمعات الأقليات.