كان جميع الأندية في أوروبا تخشى قبل سنوات الحلول ضيفًا على مدينة مانشستر يونايتد في ملعب "أولد ترافورد"، لقد كان الملعب والنادي الأكثر رعبًا في السنوات الماضية، لكن منذ عام 2013، خصوصًا عندما رحل السير أليكس فيرجسون، لم يعد للنادي أي هوية.
منذ أن توج مانشستر يونايتد للمرة الأخيرة ببطولة الدوري تحت قيادة السير أليكس فيرجسون في موسم 2012 - 2013، لم يتمكن "الشياطين الحمر" في التتويج ببطولة الدوري الإنجليزي، إذ حقق 4 بطولات فقط، وهي كأس الاتحاد الإنجليزي 2016، وكأس الرابطة الإنجليزية 2017، والدوري الأوروبي 2017، وكأس الرابطة الإنجليزية 2023.
لم يكن المال هو السبب الوحيد للتفاوت في أداء مانشستر يونايتد خلال السنوات الماضية، فقد أنفق فريق "الشياطين الحمر"، مبالغ كبيرة في سوق الانتقالات بالسنوات الأخيرة، لكنه أهدر الملايين دون جدوى.
يبدو أن العثور على حلول للنهوض من كبوته أولوية بالنسبة إلى السير جيم راتكليف قبل خروج الأمور عن السيطرة كليًا.
وتولت شركة "إنيوس" مؤخرًا مسؤولية عمليات كرة القدم في مانشستر يونايتد كجزء من الصفقة التي جعلت السير جيم راتكليف مالكًا لأقلية أسهم النادي العريق.
واتخذ جيم راتكليف، أول قرار كبير ومميز له في مانشستر يونايتد بتعيينه عمر برادة، رئيسًا تنفيذيًا جديدًا للنادي بعد رحيله عن جاره اللدود ومنافسه مانشستر سيتي، ما أثار صدمة كبيرة، إذ يواجه الآن تحديًا صعبًا، وأمضى برادة، الذي من المقرر أن يبدأ وظيفته الجديدة في الصيف، آخر 13 عامًا في إدارة نادي مانشستر سيتي ودونه لم يكن من الممكن أن يفوزوا بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
ومن غير المرجح أن يشعر برادة، بالانزعاج من هذه الأمور لكن سيتعين عليه التعامل مع الضغط الشديد منذ اليوم الأول في أولد ترافورد، حيث يزال يونايتد في "فوضى" حقيقية في الوقت الحالي، وهو أمر لم يعتاد عليه عمر الذي كان جزءًا من آلة السيتي المجهزة جيدًا لفترة طويلة.
ويمتلك برادة، خبرة كبيرة في جميع مجالات كرة القدم ووصوله كان مطلوبًا للقضاء على قوة اللاعبين السامة التي زادت في أولد ترافورد بالفترة الأخيرة.
كان برادة، مسؤولًا عن وضع اللمسات الأخيرة على شروط العقود للاعبين الجدد الأمر، الذي تطلب منه أن يكون على دراية تامة بجداول الرواتب في الفريق وساعد عمله على ضمان عدم دفع مانشستر سيتي مبالغ زائدة في الصفقات ووجود هيكل واضح للأجور يضمن الحفاظ دائمًا على الانسجام في غرفة تبديل الملابس.
على عكس الوضع في مانشستر يونايتد الذي دفع أموالًا باهظة للتعاقدات الجديدة، الذي أثبتوا فشلهم، ما أدى إلى ضرورة دفع النادي مبلغ 500 ألف جنيه إسترليني شهريًا منذ سبتمبر للاعبين فقدوا مستواهم أو تم تهميشهم بسبب الإصابة، أو تم استبعادهم لأسباب تأديبية.
وأدى هذا النموذج المالي غير المستقر إلى تمرد بعض اللاعبين على المدرب تين هاج، كما فعلوا مع المدربين السابقين، وسيبدأ الرئيس التنفيذي الجديد ليونايتد على الفور في إصلاح سياسة الصفقات بالنادي عندما يبدأ العمل رسميًا في أولد ترافورد وستنتهي قريبًا ظاهرة الإنفاق المتهور، إذ أصبح فريق أحلام راتكليف جاهزًا بالفعل للعمل وإنقاذ اليونايتد.
ويسعى فريق مانشستر يونايتد، خلال الفترة الحالية في التعاقد مع دان أشورث، المدير الرياضي لنادي نيوكاسل يونايتد، وجيسون ويلكوكس، مدير الكرة بنادي ساوثهامبتون، من أجل وضع أسس النجاح المستقبلي للنادي.
وتتمثل الخطة في أن يقدم جايسون ويلكوكس تقاريره إلى دان أشورث، الذي بدوره سيقدم تقاريره إلى عمر برادة، الرئيس التنفيذي القادم للنادي، الذي كان حتى وقت قريب مدير عمليات كرة القدم في السيتي.
وجود جايسون ويلكوكس ودان أشورث، سيكون بمثابة ترس رئيسي في الآلة التي تريد شركة "إنيوس" إنشاءها، سيرغب يونايتد في تعيين ويلكوكس وأشورث عاجلًا وليس آجلًا، من أجل العمل بعملية بارعة خلف الكواليس تتماشى مع كرة القدم الاستعراضية التي سيقدمها النادي على أرضية المستطيل الأخضر.