تزامنًا مع الذكرى الـ48 ليوم الأرض، الذي صادف أمس السبت 30 مارس، يواصل الاحتلال الإسرائيلي نهب ممتلكات الفلسطينيين، وبناء المستوطنات.
واستولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 27 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، منها 15 ألف دونم تحت مسمى تعديل حدود محميات طبيعية في أريحا والأغوار، و11 ألف دونم من خلال ثلاثة أوامر إعلان أراضي دولة في محافظات القدس ونابلس، و230 دونمًا من خلال 24 أمرًا لوضع اليد لأغراض عسكرية، تمنع في المستقبل وصول المواطنين إلى آلاف الدونمات.
نهب الأراضي
أوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تقرير لها صدر أمس السبت، بمناسبة الذكرى الـ48 ليوم الأرض، ونصف عام على العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي يسيطر عليها الاحتلال بلغت 2380 كيلومترًا، بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية، و69% من مجمل المناطق المصنفة (ج)، وهي المناطق التي تخضع للحكم العسكري الاحتلالي.
مناطق عازلة حول المستوطنات
وأشار رئيس الهيئة مؤيد شعبان، إلى أن دولة الاحتلال بدأت فعلًا في إنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات، من خلال جملة من الأوامر العسكرية، بدأتها بمستوطنة "رفافا" المقامة على أراضي المواطنين في محافظة سلفيت، وتمنع وصول المواطنين إلى 384 دونمًا، ثم في بؤرة "حراشة"، المقامة على أراضي المواطنين في المزرعة الغربية بمحافظة رام الله، وتمنع وصول المواطنين إلى 252 دونمًا، ثم في "دير دبوان" شرق رام الله، وتحديدًا حول مستوطنة "متسبيه داني"، وتمنع وصول المواطنين إلى 320 دونمًا، مُحذرًا من تمدد هذا المخطط ليشمل مستوطنات أخرى، وبالتالي عزل المزيد من الأراضي ومنع المواطنين من الوصول إليها بالحجج العسكرية والأمنية.
وأضاف أنه "بعد عدوان الاحتلال على شعبنا، درست الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال، ما مجموعه 52 مخططًا هيكليًا، لغرض بناء ما مجموعه 8829 وحدة استيطانية على مساحة 6852 دونما، جرت عملية المصادقة على 1895 وحدة، في حين تم إيداع 6934 وحدة استيطانية جديدة.
وتركزت هذه المخططات في محافظة القدس بـ13 مخططًا هيكليًا، معظمهم في مستوطنة "معاليه أدوميم"، من ضمنها إقرار مخطط هيكلي تلا مصادقة "كابينت" الاحتلال على "شرعنة" بؤرة استياطانية تحت مسمى "مشمار يهودا"، التي تتموضع بين مستوطنتي "إفرات" المقامة على أراضي محافظة بيت لحم، ومستوطنة "كيدار" المقامة على أراضي محافظة القدس، تليها محافظة بيت لحم بـ9 مخططات هيكلية لمستوطنات مقامة على أراضيها تركز معظمها في مستوطنات "بيتار عيليت"، و"إفرات"، تليها محافظة سلفيت بـ8 مخططات هيكلية لمستوطنات، معظمها لصالح مستوطنة أرئيل، ثم محافظة رام الله بـ7 مخططات لمستوطنات متنوعة موزعة على أرجاء المحافظة.
وأنشأ المستوطنون 11 بؤرة استيطانية، بالإضافة إلى شق 5 طرق، لتسهيل تحرك المستوطنين، وربط بؤر بمستوطنات قائمة.
الاعتداءات على الفلسطينيين
وأضاف شعبان، أنه منذ السابع من أكتوبر، نفذ جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين ما مجموعه 9700 اعتداء، تركزت هذه الاعتداءات في محافظة القدس بـ1592 اعتداءً، ثم محافظة نابلس بـ1471 اعتداءً، ثم محافظة الخليل بـ1436 اعتداءً، فيما نفذ المستوطنون ما مجموعه 1156 اعتداءً، تركزت في محافظات نابلس بـ388 اعتداءً، ومحافظة الخليل بـ276 اعتداءً وتسببت هذه الاعتداءات باستشهاد 12 فلسطينيًا على يد مستوطنين.
في حين بلغ عدد الاعتداءات التي نفذها جيش الاحتلال ما مجموعه 8545 اعتداءً، وقدم الحماية للمستوطنين في 194 حادثة إرهابية.
وأضاف "شعبان" أنه بعد العدوان الرهيب أدت إجراءات الاحتلال وإرهاب "ميليشيا مستوطنيه" إلى تهجير 25 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا، تتكون من 220 عائلة، تشمل 1277 فردًا من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، كان آخرها تهجير تجمع السخن في الأغوار الوسطى وسيطرة المستوطنين الإرهابيين على الموقع.
وبيّن أن إجراءات سلطات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه منعت وصول المواطنين الفلسطينيين إلى أكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية، لا سيما تلك المزروعة بالزيتون في موسم قطاف الزيتون الأخير، الأمر الذي أدى إلى انخفاض نتاج الموسم إلى حدوده الدنيا، بالإضافة إلى مؤشرات الاستهداف الممنهج للشجرة الفلسطينية لا سيما شجرة الزيتون، إذ رصدت طواقم الهيئة عمليات اعتداء على أكثر من 9600 شجرة فلسطينية بالتحطيم والاقتلاع والتسميم، معظمها من أشجار الزيتون.
يوم الأرض
وصادف أمس السبت 30 مارس، الذكرى الـ48 ليوم الأرض، الذي جاء بعد ثورة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، ضد استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على أراضيهم، والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل.
وتعود أحداث ذلك اليوم لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
وفي ذلك اليوم نظمت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابًا عامًا، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، كانت أعنفها في قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا - الهيئة القيادية العليا لفلسطينيى 48 - بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى عام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
ويشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغت ذروتها مطلع 1976 بذرائع مختلفة، تجد لها مسوغات في "القانون"، و"خدمة الصالح العام"، أو في تفعيل ما يعرف بـ"قوانين الطوارئ" الانتدابية.
ومنذ عام 1976 أصبح يوم الأرض يومًا وطنيًا في حياة الشعب الفلسطينى، داخل فلسطين وخارجها، وفي هذه المناسبة تشهد تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد وحدة الشعب، وحقه في أرضه، رغم شراسة الهجمة الإسرائيلية.