ستحاول أكبر رافعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية رفع الحطام الهائل الذي أعاق أطقم البحث عن العثور على ضحايا انهيار جسر بالتيمور الكارثي، هذا الأسبوع.
ووصلت الرافعة العائمة العملاقة "تشيسابيك 1000 " يوم الجمعة بالقرب من مكان الحادث، حيث اصطدمت سفينة شحن بجسر "فرانسيس سكوت كي"، ما أدى إلى تدمير الطريق الحيوي، فضلًا عن مقتل 6 من عمال البناء لم يتم العثور على جثث أربعة منهم.
وقال ويس مور حاكم ولاية ماريلاند، الجمعة، إن الرافعة يمكنها رفع ألف طن من الحطام، مضيفًا أن أحد التحديات هو أن الجسر الرئيسي، الذي يقع فوق السفينة الآن، يبلغ وزنه بين 3 إلى 4 آلاف طن.
وأكمل: "هذا يعني أنه يجب تقطيع كتل ضخمة من الحطام قبل إزالتها، لكن الأطقم ستحاول العمل بسرعة حتى يتمكنوا من استئناف البحث عن الضحايا المفقودين وإعادة فتح قناة شحن مهمة للاقتصادات المحلية والوطنية"، وهو عمل يقول المسؤولون إنه قد يستغرق أسابيع.
المزيد من الإمدادات
ومن المتوقع وصول المزيد من المعدات الثقيلة إلى مكان الحادث في الأسابيع المقبلة، وذكر "مور" إن ذلك يشمل 7 رافعات عائمة و10 قاطرات و9 صنادل و8 سفن إنقاذ و5 زوارق لخفر السواحل.
وصرح "مور" بأن العمال في مكان الحادث ما زالوا يواجهون مهمة معقدة للغاية، قائلًا: "عندما تتاح لك الفرصة لرؤية هذا الحطام عن قرب، فإنك تفهم تمامًا ضخامة التحدي. لذلك سيكون جدولنا الزمني طويلاً".
وبجانب الخسائر البشرية، فإن تدمير جسر "كي" وإغلاق ميناء بالتيمور يمكن أن يؤدي إلى تداعيات اقتصادية واسعة النطاق، وقال مور إن الميناء هو الأكبر في الولايات المتحدة للسيارات والشاحنات الخفيفة.
1000 مهندس
وقد يستغرق الأمر أيامًا قبل قطع القطعة الأولى من الحطام الضخم ورفعها عن الطريق، وفقًا لسكوت سبيلمون، القائد العام لفيلق المهندسين بالجيش الأمريكي. إذ يقوم أكثر من ألف مهندس في بالتيمور، وفي جميع أنحاء البلاد بدراسة الحطام قطعة قطعة، لمعرفة أفضل خطة لإزالته.
وقال سبيلمون لشبكة CNN: "أعتقد أن هذا النوع من التحليل سيستغرق عدة أيام أخرى قبل أن نتمكن من البدء في قطع الأعضاء ورفعها.. هناك جسر فولاذي ضخم يمر عبر تلك القناة، وفي الأسفل، على عمق 50 قدمًا، من المحتمل أن تكون هناك بعض الحاويات وغيرها من الحطام الثقيل الذي يتعين علينا رفعه عن الأرض".
وذكر أن إعادة فتح القناة قد يستغرق أسابيع. مضيفًا أنه: "لا أعتقد أننا نتحدث عن أيام، وقد يستغرق الأمر أسابيع.. ولا أستطيع تحديد فترة حتى الآن حتى يكتمل تحليلنا".
قد يتمكن عمال الهدم من تطهير قناة كبيرة بما يكفي لمرور السفن خلال شهر واحد بعد وصول المعدات المطلوبة إلى مكان الحادث، وفقًا لخبير في هذا المجال مطلع على المناقشات الجارية.
وقال الخبير، الذي تحدث إلى CNN بشرط عدم ذكر اسمه، إن الأمر سيستغرق على الأرجح وقتًا أطول من ذلك لإزالة كل الحطام، لكن تطهير المنطقة التي تبلغ مساحتها 1200 قدم بين الركيزتين اللتين تدعمان الامتداد الرئيسي للجسر سيكون كافيًا لإعادة فتح الميناء أمام حركة المرور.
نجا اثنان فقط من العمال ضحايا الحادث، وتم انتشال جثتي شخصين آخرين في وقت لاحق من الماء، وتعتقد السلطات أن الضحايا الأربعة المتبقين محاصرون في تشابك الفولاذ والخرسانة تحت الماء.