أظهر فشل أوروبا في وضع سقف لأسعار الغاز، حالة من التخبط لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن محللين أكدوا أن القرار لن يؤتي بثماره، في ظل صعوبة إيقاف الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية، خلال أزمة الطاقة التي تواجهها القارة العجوز في الوقت الراهن.
وأوضح حميد علوان، أستاذ الاقتصاد، خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن سعر النفط الروسي يحدده السوق، ولا يمكن وضع سقف محدد له، مشيرًا إلى أن القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي سياسي ذات أبعاد اقتصادية.
وأضاف أن الاختلافات السياسية داخل القارة الأوروبية كانت السبب الرئيسي وراء فشل وضع سقف لسعر الغاز، مشيرًا إلى معاناة بعض الدول في قضايا اقتصادية مثل الديون الداخلية، فعلى سبيل المثال تعاني إسبانيا من أزمات اقتصادية أكبر من تلك التي تعانيها ألمانيا، الأمر الذي يخلق حالة من الانقسام حول القرار السياسي الأوروبي.
وأشار إلى أن المشكلات الاجتماعية التي تعانيها بعض الدول الأوروبية، التي ظهرت مؤخرًا في صورة تظاهرات بعدد من البلدان، لا يستطيع الاتحاد الأوروبي المساهمة في حلها، سواء من خلال خفض مستويات التضخم، أو رفع معدلات النمو بالقارة.
وأكد بيتر سيارتو، وزير الخارجية المجري، أمس الثلاثاء، عدم تمكن مجلس وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي من تحديد سقف لأسعار الغاز.
وكتب الوزير المجري، عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك: "هناك أزمة طاقة في أوروبا، وبروكسل للأسف تسيء إدارة هذا الوضع أيضًا، وسقف الغاز هو الحل الخاطئ، خاصة في حالة المجر، لأنها لا تأخذ في الاعتبار وضعنا الخاص الناشئ عن موقعنا الجغرافي، ويمكن أن تعرض أمن إمدادات الطاقة في بلدنا للخطر بسهولة".